تك.. تك..
ذهب إلي الكنيسة.. رشم الصليب.. صلَّي.. ذهب إلي المكتبة.. رأي صورة.. صورة نادرة للرب يسوع طفلاً مع
القديس يوسف النجار.. تأملها بعمق..بل و تأمل فيها..
{ تك.. تك..}
انطلق الصوت معلناً عن طرقتين
متتاليتين.. فقال الشيخ:
" انهما طرقتان سريعتان.. المسمار انثني.. يجب أن تكون الطرقة قوية.. دقيقة.. و بين الطرقتين بُرهة زمنية.."
رفعتُ عينيَّ إلي وجه مُحدثي.. الوجه الصافي الذي صنعته بنفسي.. الذي يحيا صاحبه في سلام.. لأنني ملك السلام.. و قلتُ:
" سمعاً و طاعة.."
انحنيتُ علي الخشب.. فعلت
كما قال.. تك.......تك...... رأيتُ ابتسامة الرضا علي وجهه..
إنها المهنة التي أُحبها
و تعلمتها و تقدَّسَت بي.. مهنة النجارة.. التي أنفقتُ منها علي أمي العذراء
و عليَّ منذ أن رحل " يوسف النجار" من العالم و كان قد مر علي تجسدي 16 عاماً..
هذه المهنة التي جعلتني
أحيا وسط الخشب و المسامير.. و وَضَعَتْ الصليب أمامي.. و جَعَلَتْ صوت المسامير في
الخشب مألوفاً.. ها استعد لطرق مسماراً جديداً.. عالماً انه يوما ما سيوضع معصمي بين
المسمار و الخشب.. تك.......تك........
عاد إلي المنزل
.. كتب تأملاته بعنوان..
" صليب
النجار"