أصعب أيام السادات في كامب ديفيد!
بقلم الاستاذ محمد وجدي قنديل - جريدة الاخبار
ماذا حدث في معركة السلام، التي خاضها الرئيس أنور السادات في كامب ديفيد مع مناحم بيجين،؟ وماذا فعل الرئيس كارتر علي مدي ثلاثة عشر يوما لإنقاذ المفاوضات بين المصريين والإسرائيليين وكادت تنتهي بالفشل؟ وكيف أدار السادات التخطيط الذي وصل به حتي توصل إلي الصياغة الأخيرة للاتفاق؟ما أسرع خطي الزمن فقد مضي ثلاثون عاما علي كامب ديفيد، وكانت أياما صعبة، وخطيرة تلك التي واجه فيها السادات خصما خبيثا ومراوغا مثل مناحم بيجين الذي كان يحاول التلاعب في المفاوضات والتهرب من اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، ولكن السادات كان سياسيا محنكا وشجاعا وكان هدفه أن يكسب الرئيس كارتر إلي صفه ويجعل الجانب الأمريكي شريكا في عملية السلام وليس مجرد وسيط، وكانت مناورة ذكية للضغط علي بيجين!كانت أياما عاصفة منذ اللحظة الأولي ولم يباشر فيها كارتر أي مهام في شئون أمريكا الداخلية وتفرغ للمفاوضات بين السادات وبيجين.. وفي أول اجتماع عقده كارتر للجانبين رأي السادات أن بيجين لايزال يعيد الاسطوانة »المشروخة« عن حق تقرير المصير »للفلسطينيين« فانفجر السادات في غضب وقال بلهجة حاسمة: ليكن في علمك أنه ليس من حقك ولا من حقي ولا من حق كارتر أن يتحدث عما إذا كان الفلسطينيون لهم حق أم لا في حق تقرير المصير فإنه حق طبيعي ولست أنت الذي تقرره أو لا تقرره..! ورد بيجين: هذا حق تدمير إسرائيل! وانفعل السادات قائلا: والسلب والنهب الذي تقوم به منذ عام ٧٦ في الاستيلاء علي البترول المصري »في سيناء« هل هو حق لك؟ وقال السادات لكارتر: من مسئوليتك أن تدفع الموقف الاسرائيلي لأن المنطقة ستنفجر.. وأمريكا هي أول المتضررين من الانفجار! وبعدها قدم السادات المشروع المصري وطلب منه دراسته.. وعاد كارتر إلي السادات وقال له: إنه مشروع معتدل في صياغته فقط ولكن المشكلة أنهم سيتقدمون بمشروع »إسرائيلي« مضاد وبذلك نعود إلي الحلقة المفرغة ونبدأ من الصفر! وأدرك كارتر أن اللقاءات الثلاثية في هذا الجو المتوتر لن تجدي، وبدأ يفكر فيما طلب به السادات بدور أمريكي وكانت إسرائيل قد شنت حملة دعائية كبيرة بأنه لا داعي للتدخل الأمريكي، وكان السادات يقوم أيضا بحملة ضخمة عن مسئولية أمريكا كشريك في قضية السلام!ويروي الأستاذ موسي صبري بصفته شاهد عيان ومتابعا لما يجري: في اليوم الرابع وقعت أزمة كبري هددت بفشل كامب ديفيد، فقد قرر السادات الانسحاب وأمر السكرتارية الخاصة بإعداد حقائبه وطلب من السفير المصري أشرف غربال إعداد بيته »في واشنطن« لكي ينتقل إليه.. ولكن ما هي قصة هذه الأزمة؟حدث أن عيزرا وايزمان قابل السادات وقال له: أن موشي ديان متأزم جدا وقد سمع أنك تردد بأنك لاتثق به لأنه كاذب.. وقال السادات: هذا صحيح.. إنه رجل كذاب! وطلب وايزمان من السادات أن يقابل ديان وأن يريحه نفسيا لأن له تأثيرا علي بيجين ونريد أن نخرج باتفاق.. ووافق السادات.. واستدعي ديان للقائه.. وتحدثا في عدة نقاط حتي وصل إلي الحديث عن المستوطنات الاسرائيلية في سيناء.. وهنا قال ديان: أن أي حكومة اسرائيلية لن تقبل في الوقت الحاضر أن تنسحب من شريط المستوطنات - ياميت وغيرها- وامتداد ذلك من ٠١ إلي ٤١ كيلو مترا داخل الحدود المصرية.. إن هذه المستوطنات أنشئت في حكومة حزب العمل ومن الممكن الانسحاب بعد فترة زمنية! وقال السادات: ولماذا إذن تتكلمون في هذا الموضوع في هذه المباحثات دون أن تفصحوا عن حقيقة نواياكم؟ وقال ديان: إن بيجين يتحاور ولكنه في النهاية لن يوافق وهو لا يريد أن يحدث أزمة في المؤتمر الآن! وقال السادات: بعد كل ما تحدثت فيه من إجراءات الأمن التي تطلبونها، وبعد كل تصورنا أنكم جادون في إقرار سلام دائم، أسمع منك الآن أنكم لن تنسحبوا من المستوطنات! أفهم من هذا أن بيجين غير جاد وهو يتحدث معنا في الحدود الدولية.. يعني أنه جاء إلي هنا لكي يناور.. يعني هذا بوضوح أنكم لستم جادين!السادات وقرار الانسحاب!وانصرف ديان وقرر السادات الانسحاب فورا من كامب ديفيد، واستدعي وزير الخارجية الأمريكي سيروس فانس وأخطره بقراره، وأصيب بذهول وهو يردد أمام السادات: هذه كارثة يا سيادة الرئيس.. هذه كارثة! وكانت إجابة السادات: هذا قرار! وأسرع فانس إلي كارتر، وأخبره بما جري.. وجاء كارتر علي عجل إلي مقر السادات لكي يحاول إقناعه بالعدول عن قراره وقال له: أرجوك أن تفكر معي في نتائج هذا القرار.. إن سطوة اسرائيل داخل الإعلام الأمريكي ستصورك بأنك تريد إملاء شروط مصر! فقال له السادات: ولكننا هنا نضيع وقتنا مع هذا الرجل »يقصد بيجين« الذي جاء ليناور ولا يريد سلاما!وقال كارتر: أنت تتعامل معي وأنا فاهم هدفك.. إنك تريد أن تكسبني ضد بيجين! فقال السادات: أنا أريد أن تؤدي أمريكا دورها لإقرار السلام.. وقال كارتر: أعطني فرصة ثلاثة أيام، سأقابل الوفود ونصل إلي تحديد حجم نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف وسأعلن ذلك في حالة عدم التوصل إلي اتفاق!كان واضحا أن الرئيس السادات شديد المراس وأنه لن يقدم تنازلات ولن يقبل ضغوطا.. ومضت المعركة علي هذا المنوال والشد والجذب بين السادات وبيجين وكانت أصعب أيام كامب ديفيد.. وأجري كارتر محادثات مع السادات ومع بيجين - كل علي انفراد.. وكان ينقل وجهات النظر بين الجانبين ويناقشها لصياغة مواد الاتفاق.. وكما يروي موسي صبري وبشهادة الدكتور أسامة الباز كانت الصياغة الأمريكية هي أن يبقي الاسرائيليون في المستوطنات بعض الوقت- مدة معينة يحددها الاتفاق.. ثم بعد ذلك يتقرر الوضع في نهاية المدة.. وقال كارتر: بهذه الصياغة نكون قد أرضينا الإسرائيليين وحققنا الانسحاب الكامل »من سيناء« بعد مدة معينة!وهنا قال السادات: مستحيل.. مستحيل.. انسحابهم يتفق عليه من الآن وفورا! ووجد كارتر مترددا وعرض صياغات أخري لا تختلف في جوهرها عن تأخير الانسحاب من المستوطنات.. فقال السادات لكارتر بكلمات حاسمة: هذا يعني أن اسرائيل لا تريد السلام.. ومن حقي أن أطالبك بالموقف الذي وعدتني به واتفقنا عليه وهو »أن تخرج للشعب الأمريكي وتعلن الحقائق وتكشف موقف الرفض الإسرائيلي«!وبعد يومين توصل كارتر إلي صياغة للاتفاق رفضها بيجين رفضا كاملا.. ولكن كان الموقف الأمريكي قد استقر علي هذا الرأي.. وأبلغ كارتر الرئيس السادات في الصباح بهذه الصياغة المنفصلة عن النص- والتي وضعها فانس وكوانت وسوندرز- وحضر وايزمان باستدعاء من السادات الذي استعان به للضغط علي بيجين.. وكان السادات سعيدا بأن كارتر أصبح حاسما للدرجة التي كان يريدها.. وفي نفس اليوم وافق بيجين علي النص الأمريكي وكان السادات قد أجري به بعض التعديلات في الصياغة بخط يده.. وانتهت كل الأزمات في اللحظات الأخيرة.. وتوجه الجميع - كارتر والسادات وبيجين والوفود - بطائرات الهليكوبتر إلي مبني البيت الأبيض حيث احتفل بالتوقيع علي الاتفاق ثم توجهوا إلي الكونجرس حيث ألقي كارتر خطابه بإعلان إتمام الاتفاق.. وانفتح طريق السلام!
و اقول
يوجد لدينا سياسات داخلية و خارجية
و انعكاس كل منهما علي الاخري
اسمحوا لي أن اسرد بعض من السياسات الداخلية في عهد الشهيد البطل أنور السادات
و هي التي تمس إسرائيل
نعلم أن دولة إسرائيل لم تكن مقبولة من الرئيس عبد الناصر
و أيضا من الرئيس السادات
فما الحل؟
من البديهي أن يكون لكل عدو نقاط ضعف
و هي تتباين من عدو لأخر
و انعكاس كل منهما علي الاخري
اسمحوا لي أن اسرد بعض من السياسات الداخلية في عهد الشهيد البطل أنور السادات
و هي التي تمس إسرائيل
نعلم أن دولة إسرائيل لم تكن مقبولة من الرئيس عبد الناصر
و أيضا من الرئيس السادات
فما الحل؟
من البديهي أن يكون لكل عدو نقاط ضعف
و هي تتباين من عدو لأخر
و الحقيقة ان ضعف اسرائيل ينحصر في كلمة واحدة
كلمة
الذوبان
و قوتها في التقوقع و الانكفاء
ضعف إسرائيل يكمن في تكثيف التعامل معها
لو تم التوصل من ثلاثين عام الى اتفاق مماثل بين دول المواجهة واسرائيل
ضعف إسرائيل يكمن في تكثيف التعامل معها
لو تم التوصل من ثلاثين عام الى اتفاق مماثل بين دول المواجهة واسرائيل
سيعود يهود مصر للتعامل مع مسلميها و مسيحييها كما كانوا
و كذلك يهود المغرب و العراق و إيران و غيرها
و أيضا يهود الغرب
و يذوب اليهود في العالم كما كان الوضع
إما العداء الواضح المعلن يقوي إسرائيل و يعطيها مبررات استمرارها
رابين هو جورباتشوف إسرائيل
و إذا استمر لأصبحت إسرائيل مثل الفاتيكان
الرئيس عبد الناصر أدرك أن إسرائيل تحتاج لأسلوب مختلف
تحتاج الي عبقرية خاصة
عبقرية الشهيد السادات
و كذلك يهود المغرب و العراق و إيران و غيرها
و أيضا يهود الغرب
و يذوب اليهود في العالم كما كان الوضع
إما العداء الواضح المعلن يقوي إسرائيل و يعطيها مبررات استمرارها
رابين هو جورباتشوف إسرائيل
و إذا استمر لأصبحت إسرائيل مثل الفاتيكان
الرئيس عبد الناصر أدرك أن إسرائيل تحتاج لأسلوب مختلف
تحتاج الي عبقرية خاصة
عبقرية الشهيد السادات