Pages

Sunday, July 31, 2011

البقاء لله


البقاء لله
حبكة درامية كوميدية
"تصريح الدفن.. إتفضل.."
هتف السيد حسين بهذه العبارة بهدوء و هو يقوم بتسليم تصريح الدفن إلى حارس القبر في مدافن العائلة ذات الصيت و تصاعد النحيب الراقي للنساء و تحوقل الرجال بهدوء و الثرى يواري جثمان الشاب الذي لم يقترب من منتصف الاربيعينيات على اثر حادث..
حادث أليم..
أغلق الحارس المقبرة.. و أسرع الجميع إلى سياراتهم الفارهة محاطين بالبودي جاردات و ذهبوا بعيدا تاركين الروائح الباريسية و نظرات الفضوليين النهمة و عيون جوعانة تلاحقهم..
و عيون أخرى تراقبهم..
و هم يبتعدون..
و يتهامس سكان المقابر.. و هم يحتسون الشاي صديقهم الصدوق..
"ماتقولش كدة يا علي.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.."
"يعني عايز تقول يا سعد انك عمرك ما سمعت حاجات غريبة مع الناس اللي بتتدفن هنا؟!.."
"مش بالظبط يا علي.. انما ماحبش اركز.. اصوات.. همهمة.. يعني حاجات غريبة و السلام.."
"طيب و الموبايل اللي سمعناه بعد المرحوم المتريش؟!.. برضه ماسمعتوش.."
"سمعت يا سيدي.. ارتحت.. صوته في الفجرية من ساعة زمن كان يسمع المدفن كله.. يمكن نسيوا الموبايل مع المرحوم.."
"يعني الحانوتي مش واخد باله؟!.. يجوز.."
"ايه ده.. الله.. الله.. يا ستار يا رب.. المرحوم خارج من المدفن و كمان.."
قال المرحوم الخارج بثقة من قبره:
"سلام عليكم.. التواليت منين؟!.."
أجابته عيون بارقة في ذهول فكرر بلا اكتراث:
"التوال.. قصدي الحمام منين؟!.."
أجابه صوت مألوف بالنسبة له:
"من هنا يا رمزي بك.."
"اهلا د.حاتم.. كويس انك جيت في الميعاد.. شكرا انك صحيتني.. عايزين نظبط الاتنين دول.. و تعال علشان نكمل موضوعنا.."
****************************************************