Pages

Wednesday, August 17, 2011

اقرأها.. مرتين





http://www.slideshare.net/sawwaf/ss-8883584

اقرأها.. مرتين

الحصان..

بدأ إعجابي بالخيول منذ صغري..

إنني أظل مبهوراً عندما أشاهد مجموعات منها في برامج التليفزيون..

كما إنني مفتون بالمهر الصغيرة..

و لكن كل الخيول مثل لاشئ بجانب حصاني الخاص..

لقد تضاعف إعجابي به جداً بعد الموقف الأخير..

هل تذكر يا حصاني؟!

لقد أشرت عليك بأن تتحرك.. فتحركت حركتك الرشيقة..

حتى وصلت..

هنا قلت لخصمي في ثقة: " كش.. مات..!! "

احتجاج..

لم يعد الأمر محتملاً..

لم يعد علي الإطلاق..

انه يستعبدنا..

عمل متواصل اغلب اليوم..

أليس لنا أن نستريح قليلاً؟!

إننا متهالكون..

و معظمنا مرضي..

و هو لا يريد أن يفعل لنا شيئاً..

و لكننا اتفقنا..

اتفقنا أن يعلن مندوب منّا إننا نحتج علي هذا الأسلوب..

و بالفعل قام هذا المندوب بدوره علي أكمل وجه..

ثم أوقفنا قائدنا عن العمل..

و هبط قائدنا و الركاب..

و فصل السلك الذي جعل حدوث صوت الكلاكس مستمراً..

و قال له احدهم:

" يا ساتر!! ده صوته مزعج.."

قال الآخر و هو يعاود الركوب:

" بصراحة العربية دي مش مظبوطة.. و عايزة تتصلح.."

و استطرد في ثقة:

"الكلاكس ده عامل زي ما يكون رسالة من العربية..

رسالة احتجاج!!.."

أصوات..

لا.. لا تبتعدوا عني..

أين ستذهبون؟!

لماذا تريدون تركي وحيداً..

و ماهذه الملابس الغريبة التي ارتديها؟!..

و ما هذا الصوت المعدني الرتيب؟!..

و ما هذه الأصوات العالية التي اسمعها؟!..

إنها كأصوات جموع كثيرة..

أصوات.. أصوات.. أصوات..

لقد ضاع صوتي وسط كل هذا..

و لكنني تشجعت..

فسألت احد الذين يرتدون الملابس الغريبة مثلي..

سألته في قلق:

" إحنا فين؟!.."

أجابني في قلق مماثل:

" إحنا النهاردة أول يوم لينا في المدرسة..

ياللا بينا علي الحضانة..هو أنت اسمك إيه؟!.."

الثعبان..

معذرة..

فانا اكره الثعابين..

ليس الخوف الغريزي منها..

بل أكثر بكثير..

انه موقف قديم عندما كنت امضي فترة تجنيدي في احدي الوحدات الصحراوية..

هبّ الثعبان فجأة و اعتصر قدمي..

صرخت..

أتي زملائي لنجدتي..

و أنقذوا حياتي..

حمداً لله..

و لكن ازداد خوفي من الثعابين..

عندما أراها في السيرك أو برامج الحيوان..

اشعر بالفزع..

يتساقط عرقي..

و تبرد أطرافي..

و يتسارع نبض قلبي..

إنني أفكر جدياً في ترك مهنتي..

و محل عملي أتخيله وكراً للثعابين..

ألا ترون الرسم في المدخل..

معذرة..

نسيت أن أخبركم بمهنتي..

إنني اعمل في صيدلية!!..

مدير البنك..

هذا تعسف..

لماذا لا يجعلونني مديراً للبنك؟!..

ألا يعلمون إنني أكبرهم سناً؟!..

لماذا يتكتلون ضدي هكذا؟!..

لماذا يريدون حرماني من مزايا مدير البنك؟!..

لا..

لن اصمت بعد ذلك..

و سأطالب بحقوقي..

قلت لهم بنبرة حادة:

"أنا عاوز ابقي مدير البنك.."

قال لي احدهم في عَجلة:

"خلاص..

العدل هو إننا نعمل قرعة..

اللي يكسبها يبقي هو مدير بنك الحظ..

هو ده العدل.. مش كده؟!.."

العقرب..

إنني اشهد لهذا الرجل بالبراعة..

انه يتعامل مع العقارب بلا مبالاة..

ها هو يحاول الإمساك بأحدهم..

انه يتعامل معه بدقة و حذر شديدين..

ها هو ينظر إليه بعينيه الحادتين..

يا لها من جرأة!!..

هاهو يمد يده اليّ و ينظر لي نظرته الحادة و يقول بصوته الرفيع:

" اتفضل يا أستاذ.. ساعتك دلوقت سليمة.."

بلا قيمة..

أجل..

لقد حان الوقت..

يجب عليه أن يشعر بقيمتي..

صدقوني..

بدوني لم يكن يصل إلي المجد و الشهرة التي يتمتع بها..

صحيح أن الوقت تأخر و إنني أموت الآن..

و لكني سعيد انه سيشعر بقيمتي.. و لو بعد موتي..

ها هو يحاول.. و يحاول.. و يحاول..

و لكن هيهات..

قلت لكم إنني أموت الآن..

انه يضغط علي زر بجواره و يدخل السكرتير..

انه يقول له في ضجر:

" ياريت تشوف لي معاك قلم جديد..

القلم بتاعي مابيكتبش.."

ثم القي بي في سله المهملات..

في حياتي و بعد موتي الأمر سيان..

بلا قيمة..