من ضمن حزمة القرارات
الصادمة التي اتخذها الرئيس الأسبق أنور السادات هو نزع مصر من فخ الاشتراكية و
وضع التدابير لنقل مصر و بسرعة إلى قطار الرأسمالية..
كان الصدمة هو أن فخ
الاشتراكية يتضمن العديد من الدول الثقيلة و الهامة التي وجدت راحتها فيه.. و خروج
مصر منه هو بمثابة دفعها إلى المجهول..
و قام السادات بهذا الإجراء
المبكر و لم يكن يتصور أن العديد من الدول التي سوف تفعل ذلك لاحقا , ستتقدم على مصر لأنها لم تجد من يجعلها راسخة في
القطار..
و الطبيعي.. بل البديهي.. أن
الانتقال من الفخ إلى القطار يتتبعه اضطرابات.. هذه الاضطرابات هي التي أعطت
السمعة السيئة و المشبوهة للقطار الرأسمالي التي تم التعبير عنها بكلمة:
الانفتاح..
الاضطرابات المتوقعة كان
ينبغي لها ان تستمر حتى تقوم الرأسمالية بعملية الضبط الذاتي.. المعروف أن في قطار
الرأسمالية يضبط السوق نفسه بنفسه.. و يستمر القطار منطلقا.. كما الأمم
الرأسمالية..
للأسف.. شهدت حقبة
الثمانينات إبطاء للقطار.. ليس تعطيلا أو إيقافا.. ولكن إبطاء.. إذ أن حقبة
الثمانينات شهدت تأرجحا بين الفخ و القطار من المنظور الاقتصادي.. و كذلك تأرجحا
بين الدب و النسر من المنظور السياسي..
التأرجح السياسي و
الاقتصادي أدى إلى امتداد فترة الاضطرابات الاقتصادية لفترة طويلة استطاعت فيها
دول أخرى لحقت بالقطار بعد مصر أن تتقدم و تتقدم..
مع حلول التسعينيات.. تيقن
النظام المصري الثمانيني من انتصار القطار الرأسمالي على فخ الاشتراكية.. و بدأت محاولات
دول كثيرة جدا للحاق بالقطار منها الدول التي ساهمت في نصب فخ الاشتراكية.. كذلك
تيقن النظام وقتها من انتصار النسر على الدب سياسيا.. الامور التي ادركها السادات مبكرا و كان ينبغي لمصر ان تتنعم بثمارها مبكرا..
كذلك.. مع حلول التسعينيات.. كان
النجل الأكبر للرئيس المصري وقتها على موعد مع صفقات واعدة من نبت القطار.. و شهدت
مصر توكيلات أجنبية عاملة نشطة.. و شركات متعددة الجنسيات و أشياء ايجابية من
القطار..
فضلا عن ظهور أولى طبقات رجال الأعمال الدارسين و
المثقفين الذين لم يبلغوا سن الرشد حينما انتقل الرئيس السادات إلى رحمة الله..
و حققوا ثراءهم بعد رحيله..
و بنهاية
التسعينيات تم إعادة إطلاق البورصة المصرية في توقيت متأخر جدا جدا عن بدء لحاق
مصر بقطار الرأسمالية في منتصف السبعينيات..
و بانطلاق الألفية الثالثة
من الزمن المعروف.. انطلق القطار وسط البيروقراطية و الخصخصة و أشياء كثيرة بإطار
سلبي.. و الأمل فقط كان في الحقيقة الدامغة ان السوق يضبط نفسه بنفسه..
رحم الله الرئيس السادات
الذي أنقذ مصر من فخ الاشتراكية و وضعها على قطار الرأسمالية..