Pages

Tuesday, December 13, 2016

بلفور - 2017



بهدوء و بواقعية..
من الواضح لكل ذي عينين أن الحياة بائسة في مصر..
كذلك من الواضح أن الحياة بين المسلمين و المسيحيين لم تعد ممكنة و لا مقبولة..
الأسباب كثيرة و متعددة.. إلا أنها ازدادت حدة مع الانقسام السياسي و الاحتقان الاجتماعي..
من الواضح استحالة إقامة دولة علمانية في مصر..
لذلك أبادر إلى الدعوة لإقامة وطن قومي للأقباط..
بشكل متريث و هادئ و فعال..
بل أن الوطن القومي للأقباط سيؤدي إلى وقاية الدولة التقليدية الحالية لمصر من ويلات كثيرة تنتظرها مع استمرار الأساليب الحالية لإدارة الدولة..
و بصراحة..
لا يمكن لمتحضر قبول تغذية الوجدان القبطي على أن الإنسان جُعِلَ لأجل الوطن لا الوطن لأجل الإنسان..
و لا يمكن قبول تركيع الوجدان القبطي تحت ثقافة قبول الموت البشع لمجرد انه قبطي..
و لا يمكن غسل مخ شباب الأقباط بأفكار تدفعهم إلى الحياة تحت مقصلة الموت في كل لحظة..
شئ مهين و لا يقبله أي عقل يتفكر في أبجديات الحياة..
إذ أنني متيقن أن ابن الله لم يخلق الأقباط لكي يموتوا في سبيل الإيمان به..
لأن فادينا دعانا لكي ما تكون لنا حياة و ليكون لنا افضل..
لا يمكن قبول أن الوطن أغلى و أسمى من حياة القبطي..
لأن الحقيقة التي يدركها المتحضر انه لا شئ يفوق الحياة الإنسانية و الكرامة الإنسانية..
الخلط بين فقه الاستشهاد و عبثية المشهد السياسي هو خلط غير مقبول..
ربما ينبغي التريث في تكوين منتخب كرة قدم لدولة الأقباط..
حتى نتجنب حساسية أن تقوم القرعة غير الهيكلية بجمع منتخب مصر و منتخب كيمي في مجموعة واحدة بتصفيات كأس الأمم الأفريقية..
يصعب لسنوات قبول أن مباراة الذهاب في ستاد القاهرة و الإياب في ستاد أسيوط..
و الثابت أن الهروب من العبث هو شئ مشروع..
إذ أن فكرة الانبا بولا عن سلبية الهروب من الضيق تتناقض مع هروب مخلصنا من هيرودس..
و هروب المسيحيين الأوائل بعد قتل السيد استفانوس..
الهروب حركة ايجابية..
مخلصنا هرب من هيرودس و ثبت أمام بيلاطس..
لذلك نعتبر أن الهروب ليس هدفاً و لا الثبات..
الهدف هو إتمام الرسالة..
إذا كان إتمام رسالتك في الحياة يتطلب هرباً.. هيا اهرب..
و إذا كان إتمامها يتطلب ثباتاً.. إذن قف و اثبت..
الأنبا انطونيوس طلب الشهادة وقتما كانت الشهادة خالصة واضحة بلا عبث.. و لم ينلها..
في زمننا.. لرأينا تعرية الرجل المسن في بلدته قمن العروس نتيجة إشاعة و كذب..
عندي الكثير أود قوله و لكني أتحفظ حتى لا اخرج عن الإطار..
لذلك من الضروري البدء في تنظيم فكرة وجود وطن قومي للأقباط..
و تغذية الوعي القبطي بالمقولة الخالدة:
احنا لينا ايه هنا؟!