ميرون ابني
هذه القصة رواها البابا مكاريوس الثالث البطريرك ال114 عن رجل كان يعرفه اسمه عم يعقوب حينما كان البابا مطراناً لأسيوط، يحكي البابا عن عم يعقوب انه كان رجلاً بسيطاً محباً لله يعمل في الجبل لقطع الأحجار، وذات يوم قابل رجلاً في طريقة عودته في الجبل بين المقابر ناداه باسمه ولم يكن يعرفه وقال له تعال معي وكان يعقوب يحمل كيساً وهنا قال له الرجل اعطني طعاماً مما معك. فاندهش عم يعقوب جداً وبينما هما يأكلان كان الطعام ينتهي سريعاً وكأن معهما ناس و أدرك عم يعقوب انه أمام ساحر يستخدم الشيطان، وفعلاً قال له الرجل انه يستخدم الشياطين وانه لا يستطيع دخول بيوت الأقباط يوم الأحد ولا يعرف لماذا ولا تعرف شياطينه أن تعمل يومها ثم قال له سأحكي لك قصة حدثت أمس.
أتري المياه التي تحيط بهذه المقبرة؟ أمس رأيت بعيني ولم أكن احلم سيدة شديدة البهاء يحيط بها حرس كثيرون وجاءوا لمقبرة رجل مدفون حديثاً كان قد ترك دينكم وقالت: "أخرِجوا جسد الرجل" وكان هناك قدرٌ مملوء ماء مغلي وعندما القوا الجثة طفى زيتٌ علي وجه المياه و قامت السيدة الملكة بجمعه بتدقيق بملعقة صغيرة في زجاجة وكانت تقول بغضب هادئ:
"ميرون ابني! ميرون ابني! انه لا يستحقه!"
ثم القوا الماء كما تري واختفي المشهد ولم أكن نائماً فما هذا الذي حدث؟!.
هنا تَشَجَّع عم يعقوب وحكي له عن يوم الأحد وصلاة القداس وقيامة المسيح والتناول، أما السيدة الجليلة فهي العذراء مريم، و الميرون فهو زيت المسحة وحكي للساحر عن طريقة تحضيره والصلوات التي تتم وقتها وانه في الأصل زيت من حنوط جسد السيد المسيح و يُعطي للمسيحي مرة واحدة بعد معموديته.
سمع الساحر وهو مندهش من قوة هذا الزيت وقيمته .
وكان نيافة الأنبا اغريغوريوس يحكي قصة مشابهة لتلك القصة عن رجل
يشغل منصباً كبيراً ويسكن أمام مقابر بالقاهرة وشاهد نفس ما رآه الرجل في قصتنا الأولي
ولما عرف رموز القصة آمن بالسيد المسيح.