الهوية الدينية و الهوية الوطنية
يتشكل وجدان الإنسان
من مجموعة من العناصر التي تتجمع سوياً لتقوم بتشكيل ما نطلق عليه:
الهوية.
و الهوية تختلف من
شخص لآخر..
و تتوافق كذلك من شخص
لآخر..
و يتجمع أصحاب
الهويات المتآلفة لتتشكل المجموعة و الجماعات..
و الجماعات متآلفة
الهوية يكون أفرادها من الذين تتشابه معظم عناصر تشكيل الهوية..
و ليس بالضرورة كل
العناصر..
و في النهاية تصل الإنسانية
إلى مجموعات العمل و مجموعات تشجيع الفريق الكروي حتى الجماعة الوطنية و تكوين الدولة..
من الممكن أن تجد
هويتك الكروية تتوافق مع الكثيرين و لكنها لا تتوافق معهم في عناصر أخرى للهوية..
و كذلك في جهة عملك..
هنا يظهر مفهوم
الصالح العام الذي يقود إلى إعلاء الهوية المشتركة أكثر من العناصر غير المشتركة..
و يقولون عن هذا الإعلاء
في دول العالم الأول أنه..
الإحتراف.
ليكن..
تُوصف الشعوب الشرقية
بأنها متدينة..
يصف المصريون أنفسهم
و يوصفون من قِبَل الكثيرين بأنهم متدينون..
و الهوية المصرية
تتكون من عناصر عديدة..
و يتغلغل الدين داخل
الوجدان المصري و يصبغ خارجه..
و نرى ما يمكن أن نصف تصرفات المصريين تجاه ما يبدو تعارض بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية..
و لا ننكر أنه قد
يحدث تعارض..
فالكثيرون من
المسيحيين يستنكرون أن يقوم أحد المواطنين المسيحيين بتأييد و تدعيم مرشح حزب
الحرية و العدالة في انتخابات الرئاسة..
فما بالك إن أعلن أحد
القساوسة ذات التأييد..
هنا تختلط أولويات
الهوية الدينية و الهوية الوطنية..
الأسلوب الاحترافي
يجعل الهوية الوطنية في الموقع الأهم..
لا ادعُ صراحة إلى
ممارسة الأسلوب الاحترافي..
و لكنني أدعو إلى عدم
استنكار هذا الأسلوب من قِبَل من لا يمارسونه..
مثال توضيحي:
من يؤيد عدم مصافحة
رياضي مصري لرياضي إسرائيلي في بطولة رياضية..
التأييد كان لإعلاء
الهوية العربية فوق الهوية الوطنية..
و من يستنكر هذا الفِعْل
يدعو إلى إعلاء الهوية الوطنية فوق الهوية العربية..
على آية حال..
إن رأيتَ من يقوم بوضع
هويته الوطنية فوق سائر عناصر هوياته لا ترفضه.. و لا تستنكر أفعاله..
و أضيف حتى تتضح
الصورة..
إن رأيتَ من يقوم بوضع
هويته الوطنية في الموضع ليس الأعلى بين سائر عناصر هوياته.. آيضاً لا ترفضه.. و
لا تستنكر أفعاله..
مجرد قليل من التَفهُّم..
و الاحتواء..
و السياسة..