تصور
أمريكي للشرق الأوسط الجديد
مها عبد الفتاح-أخبار اليوم
السبت 16 سبتمبر 2006
كلمة 'خطير' لا تفي لأنه تعبير فقد معناه لفرط
الاستهلاك وحيرتي في توصيفه ثم تصنيفه:
تخطيط؟ اجتهاد نظري؟ بلورة أفكار في 'الأجندة'؟ أم هو مشروع قيد التنفيذ؟
عندما تقول كوندوليزا رايس منذ أيام قليلة أو قل 'تقر أخيرا' أن إزالة حكم صدام في العراق كان ضروريا لإقامة الشرق الأوسط الجديد وهو إعلان للسبب الحقيقي في غزو العراق رسميا و لأول مرة فلابد أن ندرك أن ما جري للعراق ويجري هو نقطة الانطلاق في المشروع الأمريكي أي تنفيذ مضمون هذا التقرير الذي نشر في مجلة 'القوات المسلحة الأمريكية' ومرفق تصور لخرائط الشرق الأوسط الجديد!! هذا التقرير مرآة لما لابد و يدور بين أروقة واشنطن الرسمية في البنتاجون والبيت الأبيض وهو موقع من ضابط سابق في المخابرات العسكرية الأمريكية متفرغ حاليا للدراسة والكتابة الاستراتيجية 'رالف بيترز' صدر له مؤخرا كتاب:
NEVER QUIT THE FIGHT
ضمنه هذا التقرير المنشور في المجلة الشهرية للقوات المسلحة الأمريكية بعنوان 'الحدود الدامية'
BLOOD BORDERS...
التقرير يرتدي أثواب الإنسانية والحقوق و الأقليات
والتقاتل و الصراعات. ومن السطور الأولي يتحدث عن الحدود الدولية العشوائية والعدالة المفقودة و الأقليات المغلوبة علي أمرها. و الفروق بين الحريات و القهر و التسامح و الفظاظة و بين حكم القانون و الإرهاب بل وبين السلام وسفك الدماء. ثم يقرر استحالة تحقيق العدالة لجميع الأقليات قاطبة مع ذلك فيمكن عمل الكثير رغم وجود من يرفضون مجرد التفكير فيما لا يقبل عندهم التفكير ظنا منهم أن الحدود الدولية لا يجب أن يطرأ عليها أي تغيير... هؤلاء لابد و يدركون أن ما من حدود تبقي 'متجمدة في ثبات' بدليل ما نعرفه بدءا من الكونجو إلي كوسوفو إلي القوفاز... التطبيق يقوم علي تفكيك دول واستقطاعات من دول و إدماج في دول وتجميع لأقليات مبعثرة وتكوين كيانات وظهور دول وانكماش دول بل وتلاشي دول..
من حيث الشرق الأوسط 'و هو ما يهمنا في المقام الأول' نجد المملكة العربية السعودية وباكستان وتركيا هم أكثر الدول المقتطع من أراضيها وفق هذا التقرير بينما العراق كدولة تنمحي بتقطيع أوصاله إلي ثلاثة أقسام علي النحو التالي:
دولة كردستان المستقلة: يعرض التقرير للأكراد كأكبر أقلية عرقية في العالم 'ما بين 27 إلي 36 مليونا' فلا يعرف لهم تعداد دقيق منقسمين علي أربع دول متجاورة ذاقوا الأمرين من ألوان 'الظلم المشين' ثم بكل وضوح يذكر أهمية الفرصة التاريخية التي أدي إليها 'سقوط' 'لا يقول إسقاط' نظام الحكم السابق في العراق واستغلالها لإنشاء الدولة الكردية... الأكراد يصوتون في العام القادم '2007' علي خيار ما بين الاستقلال أو البقاء جزءا من العراق.. يقول التقرير أن المرجح أن يصوتوا للاستقلال بنسبة 100 % .. ثم يقول: ... وبالضغط علي تركيا تتخلي عن الجزء الشرقي الذي يضم الأكراد 'يظهر هذا الجزء علي الخريطة المرفقة كمنطقة محتلة'... وبعد قيام الدولة الكردية المستقلة ينضم إليهم أكراد إيران وسوريا بمناطقهم المتاخمة و يكونوا معا 'دولة كردستان الكبرى المستقلة'...
دولة الشيعة العرب: جنوب العراق في التقرير هو النواة للدولة الشيعية، و يضم إليها مناطق الشيعة في الأراضي المجاورة: الجنوب الغربي لإيران 'الاهواز' سكانها من الشيعة العرب... و الإقليم الشرقي من المملكة السعودية ويضم الأقلية الشيعية.
سوريا الكبرى: السنة العراقيين 'وسط العراق' يقول التقرير: سيجدون أنفسهم بعد استقلال الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب إنهم دولة بلا مقومات.. لذا التحاقهم للضرورة يكون بسوريا التي يكون عليها أن تتخلي عن جزء صغير من أراضيها تضم إلي 'لبنان كبير' تعود 'فينيقيا' إلي الحياة كجزء من لبنان الكبير علي البحر الأبيض المتوسط '!!'.
المملكة العربية السعودية: يقسمها التقرير الي خمسة أقسام '!!' الإقليم الشرقي يقتطع لشيعة بحقول بتروله.. شمال غرب المملكة وشمال شرقيها يقتطعان ليضما إلي الأردن لتكون 'الأردن الكبرى' التي تضم الشتات الفلسطيني أي اللاجئين الفلسطينيين من الخارج و جزء في جنوب السعودية يضم إلي اليمن... مكة المكرمة والمدينة المنورة تضمهما دولة دينية تحت حكم مجمع ديني مشترك من جميع المذاهب والطوائف الإسلامية... وما يتبقى من أراضي المملكة 'خمس حجم السعودية الحالي' يكون الدولة السياسية للعربية السعودية!
إيران: بعد اقتطاع الجزء الخاص بالأكراد وجزء آخر لدولة الشيعة العرب وجزء ثالث 'للبلوش' وجزء رابع صغير يضم الي أذربيجان.. فما يتبقي يضم إليه جزء يقتطع من افغانستان وبذلك تشكيل دولة فارسية تحل محل إيران الحالية...!
افغانستان و باكستان: تقتطع مساحة كبيرة من باكستان حيث تسكن قبائل افغانية وتضم الي افغانستان المتاخمة لهذا الجزء.. غير مساحة اخري تقتطع من باكستان لتشكيل 'دولة بلوشستان الحرة' وتبقي باكستان في نحو ثلث حجمها الحالي!
الكويت وقطر وعمان و الامارات: علي النحو الحالي مع احتمال بعض تعديلات في الامارات تبعا لما تكون عليه دول مجاورة كايران من ناحية ودولة الشيعة العرب...
اسرائيل: و يقول التقرير ليس امامها الا ان تنسحب من المناطق التي احتلتها في عام 1967 حتي يتيسر لها العيش بسلام مع جيرانها مع اجراء تعديلات لضمان امنها.. القدس والاراضي المحيطة بها يرجأ امرها حيث انها 'غير قابلة للتسوية في سني حياتنا من بعد خلط الجانبين بين ما هو مقدس وبين العقارات والاراضي' وفق ما في التقرير!
يتجاهل هذا التقرير السبب الحقيقي وراء هذه الاستراتيجية الجديدة وهو تأمين منابع البترول وضمان تدفقه بلا مفاجآت قاسية قد تحدث في مستقبل غير مأمون العواقب ثم... تأمين اسرائيل بتفكيك القوميات الكبيرة ذات الاقليات العرقية والمذهبية و اما فيما يختص الدول الكبيرة المتماسكة مثل مصر لم يتناولها التقرير من بعيد او قريب و انما المفهوم ان تحجيم النفوذ قد يكون هو السبيل بحيث تبقي محصورة في اطارها الداخلي تنوء بالمشاكل بحيث لا يتبقي من حول ولا طول ولا نفوذ او تأثير... هذا من حيث المنطق واستشفاف الامور.. ونظرة الي ما يجري في السودان وفي الصومال وقبل ذلك في لبنان وفلسطين وما قد يعد لايران غير ما يجري علي الارض في العراق وافغانستان ينبيء بما يجول في الاذهان.. علما بان التقرير لم يخف ان تحقيق العدالة قد يتطلب بالضرورة سفكا للدماء...! لهذا لا يستبعد الان وقوع عملية عسكرية ضد ايران اما من واشنطن او من اسرائيل لان ايران قد تكون العثرة الحقيقية في تحقيق مثل هذا المشروع خصوصا فيما لو توصلت الي مقدرات نووية تحقق الردع!
في تقديري ان الفكرة قد اختمرت والتصور استقر في صورة خارطة استراتيجية والتخطيط دخل حيز التنفيذ...!
تخطيط؟ اجتهاد نظري؟ بلورة أفكار في 'الأجندة'؟ أم هو مشروع قيد التنفيذ؟
عندما تقول كوندوليزا رايس منذ أيام قليلة أو قل 'تقر أخيرا' أن إزالة حكم صدام في العراق كان ضروريا لإقامة الشرق الأوسط الجديد وهو إعلان للسبب الحقيقي في غزو العراق رسميا و لأول مرة فلابد أن ندرك أن ما جري للعراق ويجري هو نقطة الانطلاق في المشروع الأمريكي أي تنفيذ مضمون هذا التقرير الذي نشر في مجلة 'القوات المسلحة الأمريكية' ومرفق تصور لخرائط الشرق الأوسط الجديد!! هذا التقرير مرآة لما لابد و يدور بين أروقة واشنطن الرسمية في البنتاجون والبيت الأبيض وهو موقع من ضابط سابق في المخابرات العسكرية الأمريكية متفرغ حاليا للدراسة والكتابة الاستراتيجية 'رالف بيترز' صدر له مؤخرا كتاب:
NEVER QUIT THE FIGHT
ضمنه هذا التقرير المنشور في المجلة الشهرية للقوات المسلحة الأمريكية بعنوان 'الحدود الدامية'
BLOOD BORDERS...
التقرير يرتدي أثواب الإنسانية والحقوق و الأقليات
والتقاتل و الصراعات. ومن السطور الأولي يتحدث عن الحدود الدولية العشوائية والعدالة المفقودة و الأقليات المغلوبة علي أمرها. و الفروق بين الحريات و القهر و التسامح و الفظاظة و بين حكم القانون و الإرهاب بل وبين السلام وسفك الدماء. ثم يقرر استحالة تحقيق العدالة لجميع الأقليات قاطبة مع ذلك فيمكن عمل الكثير رغم وجود من يرفضون مجرد التفكير فيما لا يقبل عندهم التفكير ظنا منهم أن الحدود الدولية لا يجب أن يطرأ عليها أي تغيير... هؤلاء لابد و يدركون أن ما من حدود تبقي 'متجمدة في ثبات' بدليل ما نعرفه بدءا من الكونجو إلي كوسوفو إلي القوفاز... التطبيق يقوم علي تفكيك دول واستقطاعات من دول و إدماج في دول وتجميع لأقليات مبعثرة وتكوين كيانات وظهور دول وانكماش دول بل وتلاشي دول..
من حيث الشرق الأوسط 'و هو ما يهمنا في المقام الأول' نجد المملكة العربية السعودية وباكستان وتركيا هم أكثر الدول المقتطع من أراضيها وفق هذا التقرير بينما العراق كدولة تنمحي بتقطيع أوصاله إلي ثلاثة أقسام علي النحو التالي:
دولة كردستان المستقلة: يعرض التقرير للأكراد كأكبر أقلية عرقية في العالم 'ما بين 27 إلي 36 مليونا' فلا يعرف لهم تعداد دقيق منقسمين علي أربع دول متجاورة ذاقوا الأمرين من ألوان 'الظلم المشين' ثم بكل وضوح يذكر أهمية الفرصة التاريخية التي أدي إليها 'سقوط' 'لا يقول إسقاط' نظام الحكم السابق في العراق واستغلالها لإنشاء الدولة الكردية... الأكراد يصوتون في العام القادم '2007' علي خيار ما بين الاستقلال أو البقاء جزءا من العراق.. يقول التقرير أن المرجح أن يصوتوا للاستقلال بنسبة 100 % .. ثم يقول: ... وبالضغط علي تركيا تتخلي عن الجزء الشرقي الذي يضم الأكراد 'يظهر هذا الجزء علي الخريطة المرفقة كمنطقة محتلة'... وبعد قيام الدولة الكردية المستقلة ينضم إليهم أكراد إيران وسوريا بمناطقهم المتاخمة و يكونوا معا 'دولة كردستان الكبرى المستقلة'...
دولة الشيعة العرب: جنوب العراق في التقرير هو النواة للدولة الشيعية، و يضم إليها مناطق الشيعة في الأراضي المجاورة: الجنوب الغربي لإيران 'الاهواز' سكانها من الشيعة العرب... و الإقليم الشرقي من المملكة السعودية ويضم الأقلية الشيعية.
سوريا الكبرى: السنة العراقيين 'وسط العراق' يقول التقرير: سيجدون أنفسهم بعد استقلال الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب إنهم دولة بلا مقومات.. لذا التحاقهم للضرورة يكون بسوريا التي يكون عليها أن تتخلي عن جزء صغير من أراضيها تضم إلي 'لبنان كبير' تعود 'فينيقيا' إلي الحياة كجزء من لبنان الكبير علي البحر الأبيض المتوسط '!!'.
المملكة العربية السعودية: يقسمها التقرير الي خمسة أقسام '!!' الإقليم الشرقي يقتطع لشيعة بحقول بتروله.. شمال غرب المملكة وشمال شرقيها يقتطعان ليضما إلي الأردن لتكون 'الأردن الكبرى' التي تضم الشتات الفلسطيني أي اللاجئين الفلسطينيين من الخارج و جزء في جنوب السعودية يضم إلي اليمن... مكة المكرمة والمدينة المنورة تضمهما دولة دينية تحت حكم مجمع ديني مشترك من جميع المذاهب والطوائف الإسلامية... وما يتبقى من أراضي المملكة 'خمس حجم السعودية الحالي' يكون الدولة السياسية للعربية السعودية!
إيران: بعد اقتطاع الجزء الخاص بالأكراد وجزء آخر لدولة الشيعة العرب وجزء ثالث 'للبلوش' وجزء رابع صغير يضم الي أذربيجان.. فما يتبقي يضم إليه جزء يقتطع من افغانستان وبذلك تشكيل دولة فارسية تحل محل إيران الحالية...!
افغانستان و باكستان: تقتطع مساحة كبيرة من باكستان حيث تسكن قبائل افغانية وتضم الي افغانستان المتاخمة لهذا الجزء.. غير مساحة اخري تقتطع من باكستان لتشكيل 'دولة بلوشستان الحرة' وتبقي باكستان في نحو ثلث حجمها الحالي!
الكويت وقطر وعمان و الامارات: علي النحو الحالي مع احتمال بعض تعديلات في الامارات تبعا لما تكون عليه دول مجاورة كايران من ناحية ودولة الشيعة العرب...
اسرائيل: و يقول التقرير ليس امامها الا ان تنسحب من المناطق التي احتلتها في عام 1967 حتي يتيسر لها العيش بسلام مع جيرانها مع اجراء تعديلات لضمان امنها.. القدس والاراضي المحيطة بها يرجأ امرها حيث انها 'غير قابلة للتسوية في سني حياتنا من بعد خلط الجانبين بين ما هو مقدس وبين العقارات والاراضي' وفق ما في التقرير!
يتجاهل هذا التقرير السبب الحقيقي وراء هذه الاستراتيجية الجديدة وهو تأمين منابع البترول وضمان تدفقه بلا مفاجآت قاسية قد تحدث في مستقبل غير مأمون العواقب ثم... تأمين اسرائيل بتفكيك القوميات الكبيرة ذات الاقليات العرقية والمذهبية و اما فيما يختص الدول الكبيرة المتماسكة مثل مصر لم يتناولها التقرير من بعيد او قريب و انما المفهوم ان تحجيم النفوذ قد يكون هو السبيل بحيث تبقي محصورة في اطارها الداخلي تنوء بالمشاكل بحيث لا يتبقي من حول ولا طول ولا نفوذ او تأثير... هذا من حيث المنطق واستشفاف الامور.. ونظرة الي ما يجري في السودان وفي الصومال وقبل ذلك في لبنان وفلسطين وما قد يعد لايران غير ما يجري علي الارض في العراق وافغانستان ينبيء بما يجول في الاذهان.. علما بان التقرير لم يخف ان تحقيق العدالة قد يتطلب بالضرورة سفكا للدماء...! لهذا لا يستبعد الان وقوع عملية عسكرية ضد ايران اما من واشنطن او من اسرائيل لان ايران قد تكون العثرة الحقيقية في تحقيق مثل هذا المشروع خصوصا فيما لو توصلت الي مقدرات نووية تحقق الردع!
في تقديري ان الفكرة قد اختمرت والتصور استقر في صورة خارطة استراتيجية والتخطيط دخل حيز التنفيذ...!