Friday, September 18, 2015

تسبيح الراهبات





بالتأكيد.. لم أتوقع حين تمت إقامتي شماسا في الكنيسة أن أشارك بالتسبيح مجموعة من الراهبات..
بالحقيقة.. أشياء كثيرة جدا و أحداث كثيفة عشتُها في خدمة الشماسية و بطبيعة حالها لم أتوقعها و ما زالت تدهشني حتى بعد حدوثها..
إلا.. ذلك الحدث الجلل.. أن أشارك بالتسبيح مجموعة من الراهبات..
كعادة مثل هذه الأمور التي لا تأتي في الحسبان.. و كعادة هذه الأمور التي تتم بدفعي دفعاً إذ أن الخالق الضابط السيد يسوع المسيح _ له المجد و الحمد_ يعلم أنني لا أجرؤ حتى على أن أتوقع حدوثها يوماً..
و هذا الدفع قد يحدث بشكل خارجي مرارا.. و بشكل ذاتي قليلا..
هذه المرة كان ذاتيا.. و لا اعلم كيف..
وجدتني و أمامي كتابان للتسبيح الكنسي مسيطراً على صفحات تقود للهوس الرابع و أخرى لابصالية النيروز واطس و ثالثة لابصالية السبت..
و بعد نهاية جماعية ني اثنوس تيرو.. و بعد قِبلية البداية في الهوس الرابع.. كان لزاما أن أؤدي بَحَرية الهوس الرابع تاليا.. و منفردا!!..
و ارتعدتُ برعدة اعرفها في خدمتي خارج الهيكل في قداس دير مار مينا منذ ما يزيد على الربع قرن من الزمان..
ها أتحدث بلهجة الربع قرن!!..
و هبطت الرعدة قليلا و عادت لترتفع الذروة في بَحَرية البداية الفرايحي لابصالية النيروز..
بدايات التقويم القبطي سنويا..
و تلاطمت الأفكار هادئة في أعماقي..
كانت موجاتها الأولى عن وصية القديس البابا كيرلس السادس الخاصة براهبات البلاط الملكي حافظات سر الملك..
و موجاتها المتتالية عن الإناث قمة الخليقة العاقلة التي لم تُخلَق مباشرة من التراب..
و موجات امتنان لسيدة التسبيح العذراء مريم..
و موجات تقدير للبطل الرقيق المتعهد الحنون السيد المعمدان مار يوحنا الذي توافقت هذه الأمسية العجيبة مع عيده..
و موجات اعتبار و احترام للعفيفة المِضيافة ذات الوقار الشهيدة دميانة صاحبة المكان في أتلانتا بولاية جورجيا..
حسنا..
كل المفاجآت التي حدثت لي في خدمات الشماسية عبر حياتي الصاخبة في كفة..
و المفاجأة الأخيرة في كفة مستقلة..
تشرفتُ و ترقيتُ كثيراً كثيراً بالمشاركة في التسبيح بهذه الأمسية المتميزة..
المنفردة..