أولو الأمر
و البحث عن الذات
هو أحد مشاهير الوُعَّاظ
في هذا الزمان..
بل هو ربما الأشهر بينهم..
و يأتي في زيارات رعوية إلى
ما يُطلَق عليه بلاد المهجر لتنشيط الوجدان الروحي و تجديد الذهن عند المسيحيين الأرثوذكس..
توجد بطبيعة الحال أهداف أخرى
لمثل هذه الزيارات يدركها المستنيرون و تتعلق بتقوية العديد من الأذرع..
و كذلك إصرار حرص الحريصين
على تقوية الروابط بين المصريين المسيحيين الأرثوذكس و بين ما يُعرَف بالوطن
الأم!..
مصر..
كانت دقائق قليلة أُتيحت
لأسرتي و لي للقاء هذا الأب المرموق..
هذه الدقائق يتم اقتطاعها
من وقته الثمين ليتبرك الكثيرون من هذا النجم الحقيقي..
هذه الاقتطاعات تأتي و بحق
على حساب راحته و لستُ ادري متى يستريح أو يقتات..
بعد التبرك و التحية سألته
عن ما أريد..
المسألة ليست أزمة هوية..
اجتزتُ هذا الأمر في ثوانٍ قصيرة منذ سنوات طويلة..
إنما يتعلق الأمر بالبحث
عن الذات عند أولي الأمر..
أولي الأمر..
اقتطع قضمة من طعام غير
متناسق حينما سألته إن كانت كلمة قبطي تُعَبِّر عن هوية عِرقية أم هوية دينية..
أجابني "بأنهم"
ينظرون أنها تحتمل الهويَّتين..
تعمدتُ أن أتجاهل تساؤل
منطقي عن "من هم!"..
نادتني زوجتي تطلب متابعة ابنتي
الصغرى أثناء التصوير حين سألتُه إن كنتُ أتجاسر إن اعتبرتُ أن كلمة قبطي هي تعبير
عن الهوية العِرقية دون الدينية..
هو شخص ذكي..
حاد الذكاء..
طبيب سابق ممسكاً بادواته..
يتمتع بذكاء اجتماعي محيط
و التقط اسمي من نداء زوجتي و الذي يتطابق مع اسمه قبل نواله رتبة القسيسية..
للحظة ارتبكت من دفء نطقه
لاسمي..
اسمي الذي ينطقه الكثيرون
بتعبيرات متباينة و مختلفة..
إلا إنني ارتبكتُ من مفاجأة
دفء نطقه لاسمي..
و أفاد بان الهوية القبطية
متغلغلة في المسيحية المصرية..
بسرعة حاولتُ أن أتحدث عن
مفهوم الرعاية الأسقفية في نظر راعينا الأنبا يوسف و محاولات الكرازة للحصاد
الجاهز و الكثيف..
و الخروج من الشرنقة
القبطية..
قلتها في أعماقي..
لم يسمح الوقتُ المقتطع
للاكتمال..
هو نجم حقيقي و ليس ذا
بريق زائف..
و بريقه ينعكس على
متابعيه..
و محبيه..