رسالة إلى ملاكي الحارس!
سماحة
السيد جزيل الاحترام / ملاكي الحارس.
تحية
طيبة و تقدير،
أود
أن اعتذر عن تأخيري الشديد في كتابة رسالتي إلي سماحتك..
إذ
أنني كنتُ أود منذ وقت طويل طويل أن اكتب إلي سماحتك..
لأُعرِبَ عن مشاعري الجياشة و المتلاطمة في أعماقي تجاه سماحتك..
تجاه
أفضالك الجزيلة علىَّ..
أكتب
إليك و خجلي يكتنفني من أسلوبك الراقي المهذب معي..
إذ
انه لا يخفى عليك نظرتي غير الايجابية تجاه مجمع الملائكة..
و
لا يخفى عليك كذلك أحداث و مواقف كثيرة كنتَ أيها السيد شاهداً عليها..
و
هي أمور غير طيبة و لم يكن ينبغي لسماحتك أن تشهدها..
تجاهلتُك
فيها و كأنك غير موجود و آسف لذلك..
و
أمور أخرى جيدة جعلتني فيها انعكاساً لروح الله القدوس..
الآن
لا اعلم ماذا أقول..
لا
ازعم أنني أستطيع دوماً الإفراز بين مناخس الضمير و تهذيبات الروح القدس و رفرفة أجنحتك..
إلا
أنني متيقن من تمييزي لأحايين كثيرة لهذه الرفرفة الرائقة و إرشاداتك الرقيقة خاصة
في أوقات معينة أثناء خدمتي شماس بالكنيسة..
أؤكد
انك محترف _ ان جاز التعبير _ في مجال خدمة التسبيح الكنسي و الشماسية..
بل
و تلذذك بنبرات صوتي الأجش الذي لستُ اعلم السبب في كونه يروق لك خاصة مع استخدامي غير السليم المتكرر لحنجرتي اثناء التسابيح..
إلا
أن تشجيعك هذا يجدد الثقة و الانطلاق..
أنقذتني
كثيراً كثيراً أيها السيد..
و
أخجلتُك مراراً..
حتى
أنني اعتقدتُ في مواقف كثيرة انك ربما ترسل خطاب تقاعد الى رئيسك المباشر لاعفائك من عملك حارساً و مرافقاً لي!!..
أو
على الأقل خطاب إبدالي بشخص آخر!!..
و
لكنك لم تفعل بل و لم تفكر أن تفعل..
إخلاصك
لحياتي الصاخبة و تركيبتي المختلفة يجعلني و بالفعل أسعى جاهداً لنيل رضاك..
ليس
لكونك فقط شفيع فوق العادة..
و
لكن لكونك شاهداً فوق العادة..
اعلم
انك ستكون أول من أراه عند السَكَرات..
و
أول من سيدلني انطباع وجهه على مصيري..
وجودك
و إصرارك أيها السيد يعطيانني الأمل و الدافع و الرجاء لاستمرار الثبات في المعارك
الطاحنة..
حقاً كلماتي يرافقها الارتباك الآن..
أجدد
تقديري و عهدي و احترامي لسماحتك أيها السيد الكريم المهذب فائق الرقة..
و
أرجو أن تظل كما كنت دوما حامياً و مرشداً..
و أهنئك بالعيد السنوي لسماحتك في الثامن و العشرين من اغسطس يوم عمادي..
و أهنئك بالعيد السنوي لسماحتك في الثامن و العشرين من اغسطس يوم عمادي..
ارجو قبول تحياتي المتجددة..
توقيع/
الإنسان
الذي تحرسه.