Wednesday, August 6, 2014

تخطيط ٢٠٠٤


على ذمة وكالة الاهرام المصرية ... خطط امريكية بريطانية ضد سوريا بالتعاون مع الاخوان المسلمين والدروز منذ 57 سنة


August 05 2014 18:50

أظهرت الأحداث والوقائع التي يمر بها الوطن العربي على وجه الخصوص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام أن المنطقة ودولها وشعوبها تحولت إلى ضحايا لمخططات ومؤامرات حيكت بدقة وعناية في أروقة اتخاذ القرار وأجهزة المخابرات بالدول الكبرى  وفقا لتقرير نشرته الخليج الاماراتية نقلا عن وكالة الاهرام المصرية وكان من المؤسف أن تضمنت المخططات التي يتم الكشف عنها تدريجياً عمليات تبنتها الدول الكبرى لاستخدام القوى المسلحة المتشحة بالدين في تنفيذ مخططاتها منذ عام 1957! كما تم نشر سيناريو "مشروع الخلافة" في وثائق المخابرات الأمريكية منذ عام 2004 الذي تبلور على أرض الواقع متخذاً هيئة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذي وصف نفسه ب"الدولة الإسلامية" وأعلن قيام "الخلافة" على الأراضي التي استولي عليها بكل من سوريا والعراق
مخطط سوريا 1957
ففي خضم نشوة نجاح الولايات المتحدة وبريطانيا في غزو العراق عام 2003 سربت صحيفة "الغارديان" البريطانية وثيقة تفيد بوجود مخطط قديم أمريكي - بريطاني مشترك لإسقاط سوريا وغزوها في عام 1957 بمساعدة الإخوان المسلمين والمتطرفين من الدروز

فعندما حل خريف عام 1957 ناقش كل من دوايت أيزنهاور، الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، وهارولد ماكميلان، رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، السبل والمخططات المطروحة لإسقاط الحكم في سوريا وغزوها بعد نمو مشاعر العداء للغرب في الدولة العربية وتزايد ميلها نحو الاتحاد السوفييتي بدرجة أقلقت الأمريكيين والبريطانيين 
 ولم يكن الخوف البريطاني نابعاً من فراغ بل جاء بعد التجربة المريرة في حرب السويس عام 1956 (العدوان الثلاثي) وفشل لندن في استعادة قناة السويس . كما تصاعد قلق أمريكا من حدوث تحول سوري نحو المعسكر الشرقي بعد الانقلاب الذي أطاح حكومة أديب الشيشكلي في سوريا عام ،1954 لتصبح البلاد في يد اتحاد ضم سياسيين ينتمون لحزب البعث والحزب الشيوعي وقيادات في الجيش السوري

وخشيت واشنطن من انتشار عدوى الثورة والمد العروبي من دمشق إلى الدول المجاورة، مما يهدد بانهيار أنظمة عربية موالية للغرب في تلك الفترة، إضافة إلى سيطرة سوريا على أهم أنبوب لنقل البترول العراقي عبر أراضيها في طريقه إلى تركيا

الخطة التي جاءت بالوثائق التي تم تسريبها عام 2003 وضعها رئيس مكتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للشرق الأوسط، كيرميت روزفيلت، الذي حدد القادة السوريين الثلاثة الذين قرر الأمريكيون والبريطانيون التخلص منهم لأنهم كانوا القوة الحقيقية وراء رئيس سوريا وهم: عبد الحميد السراج، رئيس المخابرات العسكرية السورية، وعفيف البزري، رئيس أركان القوات السورية، وخالد بكداش، زعيم الحزب الشيوعي السوري

أما خطوات التنفيذ التي جاءت بالوثيقة فكانت
1- "فور اتخاذ القرار السياسي بخلق أحداث شغب داخل سوريا، فإن المخابرات الأمريكية "سي .آي .إيه" والمخابرات البريطانية "إس .أي .إس" (إم آي 6) ستحاولان شن بعض الأعمال التخريبية والقيام بانقلاب عسكري داخل سوريا، والتعاون مع عملاء في الداخل" .
2- "العمل على عدم تركز الحوادث (التخريب والشغب والاغتيالات) في العاصمة دمشق وحدها، وأن تتخذ احتياطات شديدة لتجنب وجود أي سبب يدفع الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الشخصيات القيادية"
3- "عند تهيئة أجواء الخوف الضرورية، يتم "اختلاق" حوادث ومصادمات حدودية لتبرير تدخل القوات العسكرية للأردن والعراق (حيث كان الأردن يميل إلى الغرب والعراق عضو بحلف بغداد)، وإظهار سوريا (أمام العالم) على أنها راعية للمؤامرات والتخريب والعنف الموجه ضد البلدان المجاورة (الأردن والعراق) . . . وعلى أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية أن تستعمل إمكاناتها "السيكولوجية" والعملية على الأرض لخلق التوتر"، وهو ما يعني القيام بعمليات عدائية وتخريبية ضد الأردن والعراق ولبنان للوقيعة بين الأطراف العربية .
4- القيام بتمويل لجنة أطلق عليها اسم "لجنة سوريا الحرة" وتسليح ميليشيات لفصائل سياسية داخل سوريا . وممارسة أعمال مخابراتية لإشعال تمرد داخلي . فتتم الاستعانة بالأقلية الدرزية في الجنوب لمهاجمة السجون وإطلاق سراح من فيها وخاصة المسجونين السياسيين في سجن المزة، وتنشيط وإثارة الإخوان المسلمين في دمشق .
وكان الهدف من المخطط هو إطاحة الحكومة السورية ذات التوجه البعثي العروبي والميول السوفييتية وتنصيب حكومة موالية للغرب ولحلف بغداد تتسم بالاستبداد وتمارس القمع ضد الشعب السوري الذي بدأ يميل نحو البعثيين والمد العروبي
لكن فشلت الخطة السرية ولم تصل إلى مرحلة التنفيذ، لعدم القدرة على إقناع الدول العربية المجاورة بالقيام بالغزو خوفاً آنذاك من ثورة شعوبها المتأثرة بالمد العروبي . وتعارض الاعتماد على تركيا وحدها مع مصالح الغرب
وبالفعل تمكن حزب البعث السوري في غضون شهور قليلة من السيطرة على السلطة، وأسرعت سوريا بالدخول في الوحدة مع مصر بحلول فبراير/شباط عام 1958 مما قضي على سبل نجاح المخطط الأمريكي البريطاني تماماً
مشروع "خلافة" أنجلوساكسوني
ظهرت أول تقديرات رسمية وسيناريوهات مستقبلية تتعلق بقيام "خلافة" في منطقة الشرق الأوسط في تقرير لمجلس المخابرات الوطني الأمريكي في نهاية عام 2004 حينما كانت القوات الأمريكية قد أتمت بنجاح غزو العراق وبدأت التربص بسوريا . وقد وردت التقديرات بشأن "قيام دولة الخلافة" في الصفحات من 83 وحتى 91 من التقرير الذي حمل عنوان "رسم خريطة المستقبل العالمي 2020" وخلال شهور قليلة تمت مناقشة التقرير نفسه والسيناريو ذاته في مؤتمر مشترك بالعاصمة البريطانية لندن بين "شاثام هاوس" ومجلس الأمن القومي الأمريكي في يونيو/حزيران عام 2005
ويقول سيناريو "الخلافة الجديدة" بظهور دولة "خلافة" في الشرق الأوسط كمثال على الكيفية التي يمكن بها لحركة عالمية تغذيها سياسات الهوية الدينية الراديكالية أن تشكل تحدياً للمعايير والقيم الغربية وللنظام العالمي . وبموجب هذا السيناريو، يتم إعلان الخلافة الجديدة وتشرع في تعزيز أيديولوجية مضادة قوية تتمتع بجاذبية واسعة النطاق . ويبذل "الخليفة" أحد أحفاد أسامة بن لادن جهداً كبيراً في محاولة لانتزاع السيطرة من الأنظمة التقليدية، وتظهر حالة النزاع والارتباك التي تنجم عن ذلك سواء داخل العالم الإسلامي ذاته أو بين العالم الإسلامي والغرب ودول مثل روسيا والصين

وأشار السيناريو إلى وجود تلك "الخلافة" فعلياً بحلول عام 2020 . وأن "الخليفة" سينشر دعوته في إفريقيا وآسيا مما يحدث اضطرابات هائلة فيهما . ووفق السيناريو المقترح ستسقط تلك "الخلافة" لفشل الخليفة في فرض سيطرته الروحية والدنيوية في الشرق الأوسط بداية من ساحل البحر وصولا إلى وسط وجنوب شرق آسيا

وقد تم عرض التقرير على البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون قبل أن يناقش مع الشركاء الاستراتيجيين الأنجلوساكسون في بريطانيا .
تجدر الإشارة إلى أن السيناريو الذي تم نشره كتوقعات خيالية بدأ بالتحول إلى واقع ملموس منذ عام 2006 بخطوات تنفيذية دقيقة تحظى بدعم مالي وتسليحي ولوجستي ومعلوماتي هائل موجه إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) عام 2013 التي تحولت إلى "الدولة الإسلامية" وأعلنت "الخلافة" في الأول من يوليو/تموز 2014 .وهكذا بدا من الواضح أن هناك من يحاول أن يحرك الأحداث عنوة في المنطقة نحو مخططات وسيناريوهات مرسومة مسبقاً تتفق نتائجها النهائية مع مصالح الدول التي وضعتها وبذلت جهدها في تحويلها إلى أمر واقع على حساب مصالح ومستقبل شعوب المنطقة العربية ودولها . ولا يبقى أمام المتضرر سوي اللجوء إلى الاتحاد لتحقيق "القوة" الكفيلة بفرض مصالح العرب ومستقبلهم على كافة القوى والمخططات والسيناريوهات
Arabtimes