Wednesday, February 29, 2012

معاولهم.. و نحورهم




إن أرادوا أن يخدشوك بمعاولهم..
و ينالوا نثرك بأظافرهم..
ليكن..
ليتناثر نثرك إلى عيونهم لتنغلق و يتكففوا..
و لترتد شظاياك إلى نحورهم لتنقطع..
كن صلداً.. صلباً..
على الدوام..

Thursday, February 23, 2012

تي هيريني










سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم في المسيح يسوع ربنا 
فيليبي 4 :7 


أخطأت أخطأت يا ربي يسوع المسيح اغفر لي لأنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران 

ابانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأتي ملكوتك لأن لك المجد إلى الأبد 

لأنه مبارك الآب والابن و الروح القدس الثالوث الكامل نسجد له ونمجده

Wednesday, February 22, 2012

المزمور المائة والحادي والخمسون







المزمور المائة والحادي والخمسون

1- أنا صغيرا كنت في إخوتي، وحدثا في بيت أبي، كنت راعيا غنم أبي

2- يداي صنعتا الأرغن، وأصابعي الفت المزمار. هلليلويا

3- من هو الذي يخبر سيدي، هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون إليه

4- هو أرسل ملاكه، وحملني (وأخذني) من غنم أبي ومسحني بدهن مسحته. هلليلويا

5- إخوتي حسان وهم اكبر مني والرب لم يسر بهم.

6- خرجت للقاء الفلسطيني فلعنني بأوثانه.

7- و لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده، وقطعت رأسه.

8- ونزعت العار عن بني إسرائيل. هلليلويا

Tuesday, February 21, 2012

الأُحدوثة



الأحدوثة
و بعد سنوات خرنوبية..
و بعد خطوات تأخرية..
دُعيت لقداس الخميس..
لأصير سائراً بتدبير..
لأسير صائراً بتدبير..
أشكرك يا رب..
و السلام لأمك الطاهرة..
أم الكل و راعية الكل..

Monday, February 20, 2012

أونيشتي امميستيريون





+سر عظيم : يفوق عقول البشر : هو سعي مخلصنا : الذي أتي و صار ابن بشر  .
محب البشر الصالح : الذي عال اسرائيل : أربعين سنة في البرية : أتي و صار ابن بشر  .
+ و لما أكمل التواضع : بعد ثلاثين سنة من الزمان : اعتمد و صام أربعين يوما و أربعين ليله  .
+ وكان مع الوحوش : لما صام في البرية : لكي نصنع مثله : في زمن وحدتنا  .
+تعالوا نصرخ نحوه : و نبكي أمامه : صارخين قائلين : كما علمنا
+ أبانا الذي في السماوات : ليتقدس اسمك : في كل جيل و جيل : و الي الابد  .
+الجسد و الدم اللذان لك : هما لمغفرة الخطايا : مع العهد الجديد : الذي أعطيته لتلاميذك  .
+فنحن أخذنا منهم : هذا المثال الذي أعطيته لهم : لكي نصنعه في كل حين : الي مجيئك الثاني  .
+الآن تناولنا من جسدك : و دمك الحقيقيين : تجديدا لقلوبنا : و غفرانا لخطايانا
+اطرد الشياطين عنا : لنكمل بسلام : لانه ليس لنا سواك : في ضيقاتنا و شدائدنا  .
+لاننا نحن شعبك و خراف قطيعتك تجاوز عن آثامنا : كصالح و محب البشر  .
+و اجعلنا مستحقين : نعمتك أيها المخلص : في هذه الايام و نحن بلا خطية : مع صوم نقي  .
+و لنحب بعضنا بعضا : و نصنع التواضع : لاننا بالمحبة نكمل الوصايا  .
+الناموس و الانبياء : هما المحبة التب بغير رياء : لاننا من قبل المحبة : ننال المغفرة  .
+اجعل أبواب الكنائس مفتوحة لنا : و كملنا في الايمان المستقيم : لكي ننال الوعد : الصادق من فمك
+القائل تعالو ا يا مباركي أبي:رثوا الحياة الابدية:المعدة لكم من قبل:تأسيس العالم

+أوونيشتي امميستيريون : افسا ابشوي اي ني نوس انرومي : بي ابجين موشي امبين سوتير : ايتاف اي أفشوبي انشيري انرومي  .  
+بي ماي رومي ان أغاثوس : في ايطاف شانش امبي اسرائيل : ان اهميه انرومي هي ابشافيه : أف اي أفشوبي انشيري انرومي  .  

+ايطاف جوك امبي ثيفيو : مينينسا ماب انرومبي انسيو : أفتشي أومس أف ايرنيستيفين : ان اهميه ان ايهوأوو نيم اهميه ان ايجور 

ه 
+نافكي نيم نيثيريون : ايطاف ايرنيستيفين هي ابشافي : هينا انتين ايري امبيف ريتي : خين ابسيو انتين اي سيكيا  .  

+آمويني انتين أوش أوفيف : أووه انتين ريمي ناهراف : ان أوش افول انجو امموس : ام افريتي ايطاف اتسافون  .  

+جي بينيوت اتخين ني في أووي ماريف توفو انجي بيك ران : جيني أ نيفين كي جيني آ : شا اينيه انتي بي اينيه  .  

+بي سوما نيم بي اسنوف انطاك : بي ابكو افول انتيه نين نوفي : نيم تي ذياثيكي امفيري : ايطاك تيس اننيك ماثيتيس  .  

+أنون آنتشي افول هيتوتو : امباي تيبوس ايطاك تيف نوأوو : اثرين آيف كاطا سيو نيفين : شا بيك جين اي امماه اسناف  .  

+تينو آنتشي افول خين بيك سوما : نيم بيك اسنوف ان آليثينون : آبين هيت ايرفيري ايرون : نيم أووكو افول انتي نين نوفي  .  

+تشوجي انني ذيمون هارون : اثرين جوك افول خين أووهيريني : جي اممون انتان ايفيل ايروك : خين نين هوج هيج نيم نين اثليبسيس  .  

+جي أنون غار بي بيك لاؤس : نيم ني سوأوو انتي بيك أوهي : سيني اننين آنوميا : هوس آغاثوس أووه امماي رومي  .  

+أووه آريتين ان ام ابشا : امبيك اهموت اوبي ريف نوهيم : خين ناي ايهوأوو اي نوي ان آثنوفي : نيم أوونيستيا استوفيوت  .  

+مارين مينري نين ايريو : انتين ايري امبي ثيفيو : جي افول هيتين تي أغابي : شان جوك افول انني اندولي  .  

+بي نوموس نيم ني ابروفيتيس : بي تي أغابي ان أثميت شوفي : جي افول هيتين تي أغابي: تين تشي امبي كو افول 

+كا افرو انني اكليسيا اف أووين نان : جوكتين خين بي ناهتي اتسوتون : هينا انتين تشي امبي أوش : ايتين هوت افول خين روك  .  

+جي أمويني هاروي انثوتين : ني ات اسماروؤت انتي بايوت : آري اكليرونومين امبي أونخ : اثمين افول شا اينيه  .  
 




انا هو الراعي الصالح




إِنْجِيلُ يُوحَنَّا


الأصحَاحُ الْعَاشِرُ

1«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ، بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ. 2وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ. 3لِهذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ، وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. 4وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. 5وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ». 6هذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.
7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. 9أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. 10اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. 11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. 12وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. 13وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ. 14أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، 15كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. 16وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ. 17لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. 18لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».
19فَحَدَثَ أَيْضًا انْشِقَاقٌ بَيْنَ الْيَهُودِ بِسَبَبِ هذَا الْكَلاَمِ. 20فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ:«بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟» 21آخَرُونَ قَالُوا:«لَيْسَ هذَا كَلاَمَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَانًا يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟».
22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ، 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ:«لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».
39فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، 40وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلاً وَمَكَثَ هُنَاكَ. 41فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا:«إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». 42فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.

Friday, February 17, 2012

المُشــير








كان أخيتوفل واحداً من أقرب الناس إلى الملك داود، وهو الرجل الذي يطلقون عليه "يهوذا الاسخريوطي العهد القديم"،... إذ كانت له نفس الشركة والمكانة التي كانت ليهوذا الاسخريوطي، من ابن داود، ابن الله،.. وكلاهما باع صديقه، ووصل إلى نفس المصير!!... كان الرجل من أبرع الحكماء وأعظمهم، ولم يوجد له نظير بين رجال داود في الفهم والحكمة،... ولكنه على قدر ما امتلأ من المعرفة والحكمة، فرغ من الحب والفضيلة، -في لغة أخرى- كان عقلاً دون قلب، ومن ثم حق أن يوصف أنه الميكافيلي الإسرائيلي، الذي لا مبدأ له، والذي ظهر قبل أن يعرف العالم الميكافيلي الحديث في العصور الأخيرة، الميكافيلي الذي وضع أبشع قاعدة خلقية: إن الغاية تبرر الواسطة!!..
كان أخيتوفل كتلة من الحكمة والذكاء، ولكنه وقد تخلى عن الحق والرحمة لم تعد له الحكمة النازلة من فوق، بل الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية، الممتلئة بالتحزب والغيرة والتشويش، وكل أمر رديء،... وأضحت مأساته مأساة العالم كله، المتقدم في المعرفة، والمتخلف في الأخلاق، والغارق في الدم والتعاسات والأحزان والآلام،.. لم يقتل داود أخيتوفل، ولم يشتر أحد الحبل ليهوذا سمعان الاسخريوطي،... ولكن كليهما مضى وخنق نفسه ومات،... وإذا كانوا في العادة يقولون إن ذكاء المرء محسوب عليه، وإذا كان الكتاب يقول إن أخيتوفل انطلق إلى بيته إلى مدينته وأوصى لبيته وخنق نفسه، ونحن لا نعلم ماذا أوصى لبيته، لكننا سنجتهد أن نفتح وصيته الرهيبة التي خلفها وراءه للأجيال وللتاريخ، ومن ثم يحق لنا أن نراه من النواحي التالية:
أخيتوفل الصديق القديم
أغلب الظن أننا لانستطيع أن نفهم أخيتوفل قبل أن نقرأ المزمور الخامس والخمسين، ومع أن داود تنبأ في هذا المزمور عن يهوذا سمعان الاستخريوطي، إلا أن عينه في الوقت نفسه كانت على أخيتوفل الجيلوني صديقه الخائن الذي تمرد عليه، وشارك أبشالوم في ثورته ضده، ولم يكن أخيتوفل إلا رمزاً لذلك الذي قبل يسوع المسيح، وهو يسمعه يقول: "يا صاحب لماذا جئت؟".. وسنعرف أخيتوفل من داود إذا عرفنا يهوذا سمعان الاسخريوطي من ابن داود، من يسوع المسيح، ومع أن الفارق بعيد ولا شك بين داود والمسيح، وما فعل داود مع أخيتوفل، وفعل يسوع المسيح مع يهوذا الاسخريوطي إلا أن كليهما كان الشخص الذي قيل فيه: "لأنه ليس عدو يعيرني فاحتمل ليس مبغضي تعظم علي فأختبيء منه، بل أنت إنسان عديلي ألفي وصديقي الذي معه كانت تحلو لنا العشرة إلى بيت الله كنا نذهب في الجمهور" فإذا أحسست معه حرارة الحب والود، في ذاك الذي رفعه داود إلى مستوى العديل الأليف الصديق، فإنك تقترب من ذاك الذي رفعه يسوع المسيح إلى المركز بين تلاميذه الاثنى عشر، وإذ تقرأ من خلال القول: "الذي معه كانت تحلو لنا العشرة" وهي تحمل رنين الماضي الجميل الحافل بأرق المشاعر وأجمل الذكريات، فإنك يمكن أن ترتفع إلى العتبات المقدسة، وأنت تذكر السنوات اثلاث التي قضاها الاسخريوطي مع يسوع المسيح،.. وإذا أردت أن تتغور في حنايا الماضي، فإنك لا يمكن أن تجد أفضل من اللحظات التي كان يذهب فيها داود وصاحبه، ويسوع المسيح وتلميذه، إلى بيت الله في وسط الجمهور المرنم المتعبد!!... فإذا أردت أن تتعرف أكثر على هذه الصداقة، فإنك ستجدها واضحة الملامح، من حيث كونها الصداقة النافعة، والصداقة الحلوة والصداقة الدينية،.. أما أنها كانت الصداقة النافعة، فهذا مما لا شك فيه، فداود لا يختار صديقاً أو المسيح لا يأخذ تلميذاً، إلا إذا كان هذا المختار يتميز بميزات ووزنات وهبات تؤهله لهذا الاختيار، ومع أننا سنترك الآن يهوذا الاسخريوطي كالتلميذ المؤتمن على أمانة الصندوق، والوحيد بين التلاميذ الذي أختير من اليهودية ولم يؤخذ من الجيل، فإنه مما لا شك فيه أن الذكاء الخارق لأخيتوفل كان يقف على رأس الأسباب التي جعلت داود يقربه إلى ذاته ودائرته، وأن هذا الذكاء كان لازماً جداً في حل الكثير من العوائص والمشكلات التي كانت تجابه داود والأمة بأكملها، ومن ثم كانت مشورة أخيتوفل على ما وصفت به كمن يسأل بكلام الله!!.. وكانت من أهم أسباب تعلق داود به،... على أنه واضح أيضاً أن الرجل لم يكن ذكياً مجرداً من الإحساس والعاطفة، بل كان متقد المشاعر، حلو الحديث، دافق العاطفة: "تحلو العشرة معه" أو في -لغة أخرى- أنه لم يكن قريباً إلى عقل داود فحسب، بل إلى قلبه أيضاً، ولعل داود عاش طوال حياته يذكره بالأسى والألم، كلما ذكر الأوقات الجميلة الحلوة التي امتدت في حياتهما سنوات متعددة طويلة،.. ولم تكن صداقة الرجل لداود بعيدة عن محراب الله،.. أو هي نوع من الصداقة الأدبية أو الاجتماعية التي تربط الناس بعضهم ببعض، بل هي أكثر من ذلك كثيراً، إذ كانت الصداقة التي عاشت كثيراً تحت محراب الله في بيته المقدس، وكان من الممكن لهذه الصداقة أن تستمر وتبقى، لو عاشت في ظلال الله،.. ولكن أخيتوفل، قبل أن يفقد صداقته لداود فقد الصلة والصداقة بالله، وتهاوت مشاعره الدينية الأولى، وأضحت مجرد ذكريات لماضي لم يعد، وتاريخ ولى وتباعد!!..
أخيتوفل الخائن المتمرد
ولعلنا هنا نلاحظ أكثر من أمر، فنحن أول كل شيء نصدم بالصداقة المتغيرة المتقلبة، وما أكثر ما نراها في اختبارات الناس، وحياة البشر، على اختلاف التاريخ والعصور والأجيال،.. فإذا كان السياسيون يؤكدون بأنه لا توجد بين الدول ما يمكن أن نطلق عليه الصداقة الدائمة أو العداوة الدائمة، فأعداء الأمس قد يكونون أصدقاء اليوم، والعكس صحيح إذ يتحول أوفى الأصدقاء، إلى أقسى الخصوم وأشر الأعداء،... فإن هذه القاعدة تكاد تكون مرادفة للطبيعة البشرية المتقلبة، وليست وقفاً على السياسة أو السياسيين،.. ومع أني لا أعلم مدى الصدق أو العمق، في القول الذي ألف الناس أن يقولوه، إنه ليست هناك صداقة قوية حارة عميقة إلا بعد عداوة، إلا أني أؤمن بتبادل المواقع بين الأصدقاء أو الأعداء على حد سواء، فما أكثر ما يقف الصديق موقف العدو، وما أكثر ما يتحول العدو إلى الصديق المخلص المحب الوفي... وأغلب الظن أن أخيتوفل في مطلع صداقته مع داود، لم يكن يتصور بتاتاً أنه سيأتي اليوم الذي سيتحول فيه عدواً، لا يخاصم داود فحسب، بل يطلب حياته أيضاً!!... وهل لنا هنا أن نتعلم الحكمة، فنعرف أنه يوجد صديق واحد لا يمكن أن يتغير أو يتبدل في حبه على الإطلاق،.. وهو أقرب إلينا من أقرب الأقربين، ومهما تكن العوامل التي تقربنا أو تفصلنا عن أقرب الناس إلينا، لكننا نستطيع -على أي حال- أن نقول مع داود: "إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني"، أو مع بولس: "في احتياجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني لا يحسب عليهم ولكن الرب وقف معي وقواني لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم فأنقذت من فم الأسر"... وفي الوقت عينه علينا ألا نضع رجاءنا كثيراً في الصداقة البشرية، فهي -مهما امتدت أو قويت أو استعت- لا تأمن الثبات أو التغير أو الانقلاب!!...
وإذا كان السؤال الملح بعد ذلك: لماذا انقلب أخيتوفل على داود، ويهوذا الاسخريوطي على يسوع المسيح،... ومع أنه من الواجب أن نضع هنا مرة أخرى التحفظ ونحن نقارن بين الصداقتين، إذ أن يهوذا الاسخريوطي لم يكن له أدنى عذر في الانقلاب على المسيح أو الغدر به على النحو البشع، الذي جعله يبيعه بثلاثين من الفضة، أو يسلمه بالقبلة الغاشة المخادعة المشهورة، وإن كان من الواضح أنه سلمه بعد أن تبين أنه لم يعد هناك ثمة لقاء بين أطماعه وأحلامه في مركز أو جاه أو مال، وبين حياة المسيح وخدمته ورسالته في الأرض!!.. أما أخيتوفل فقد كان وضعه يختلف، إذ كان له من الأسباب ما يمكن أن يثير ضيقه وحفيظته من داود، وقد جاءت هذه الأسباب أثر سقوط داود في خطيته الكبرى مع بثشبع، وبثشبع بنت أليعام، وأليعام هو ابن أخيتوفل الجيلوني، وقد كانت هذه الخطية بمثابة الذبابة الميتة التي سقطت في طيب العطار، لتنته وتفسده، ومن تلك اللحظة تباعد الرجلان، وامتلأ قلب أخيتوفل بالكبرياء والحقد والضغينة، ولم يكن يرضيه البتة، إلا دم داود، سواء بسواء مثل دم أوريا الحثي الذي ذهب ضحية هذه الفعلة الرهيبة الشنعاء!!... ومن المعتقد أنه عاد إلى مدينته جيلوه، وبقى هناك في ثورة أبشالوم الذي استدعاه لمساندته ضد أبيه،... ومن الملاحظ أن ذكاء أخيتوفل الخارق، قد أعطاه نوعاً من الكبرياء لم يستطع معه أن يتسامح مع داود أو يغفر له، بل لعله وقد سمع عن غفران الله للرجل الذي كان يمكن أن تهلكه هذه الخطية، وتضيع حياته الأبدية، وفي الوقت عينه سمع عن عقاب الله الذي لابد أن يتم، بسبب العثرة التي أوجدتها هذه الخطية، كان يتصور أنه من الجائز أن يستخدمه الله لإتمام هذا العقاب، أو المشاركة فيه، عندما سمع عن الثورة التي قادها ابنه ضده!!..
لم يستطع أخيتوفل أن يغفر، ومع أنه كان من الممكن أن يتسع فكره وقلبه للملك التائب، الذي وإن كان قد سقط، إلا أنه حاول أن يصلح ما يمكنه إصلاحه من آثار هذا السقوط بضم بثشبع، والصلاة من أجل ثمرة السقوط، لعل الله يبقي على الولد، كما أنه عزى زوجته الضحية، وأنجب منها ابنه الآخر سليمان الذي أحبه الرب، وأحبه ناثان أيضاً، وتولى تربيته، وكان يمكن لأخيتوفل أن ينظر إلى بثشبع وابنها نظرة ناثان النبي، النظرة المليئة بالحب والحنان والعطف والترفق، وأن يكون لسليمان ولداود المشير والناصح والمعين والمساعد، لكن أخيتوفل، لم يكن هكذا، بل وعجز عن أن يكون هكذا، لأنه قد ضرب بأمرين ملآه إلى الحد الذي لا يمكن معه الصلح أو الغفران أو اللقاء!!... وهما: الكبرياء والحقد، وويل للإنسان الذي تسيطر عليه هاتان العاطفتان، وويل للناس منه إذ واتته الفرصة للتصرف في ملء غله وحقده وطغيانه وكبريائه!!..
ومن الثابت أن الجريمة الكبرى للرجل ليست مجرد التمرد على داود، أو أخذه بكل أسباب الحقد والضغينة والقسوة والشر بل إنه غيب الله تماماً عن المشهد، ولم تعد دوافعه إتمام المشيئة الإلهية حسبما تصورها أو تخيلها، بل كانت دوافعه أرخص وأخس وأحط من كل ذلك بما لا يقاس،.. وإذا كان يهوذا الاسخريوطي قد أتم إرادة الله في تسليم يسوع المسيح، لكن العبرة لم تكن في هذا التسليم الذي كان لابد أن يتم بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، إنما العبرة كل العبرة، كانت في الدوافع المنحطة الرخيصة التي سيطرت على الرجل عند التسليم!!.. وهكذا كان أخيتوفل الذي  قتله الحقد الأعمى، فهو لا يهدأ أو يستريح حتى يسفك دم داود، وهو يقترح لذلك أن ينتخب اثنى عشر ألف رجل، ليسعى وراءه وهو متعب مرتخي اليدين، فيهرب كل الشعب الذي معه، ويضربه هو وحده!!... أو قصاري الأمر أن دم داود هو الذي يشفي غليله، ويهديء ثائرته!!...
على أن الوجه القبيح للرجل، هو أنه من أقدم الناس الذين آمنوا بأن الغاية تبرر الواسطة، لقد أراد أن يفصل بين داود وابنه أبشالوم فصلاً أبدياً بالمنكر البشع، إذ قال لأبشالوم: "أدخل إلى سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت فيسمع كل إسرائيل أنك قد صرت مكروهاً من أبيك فتشدد أيدي جميع الذين معك"... وفي الحقيقة أن هذا السبب المذكور يخفي وراءه السبب الأعمق، وهو الانتقام البشع من جنس ما فعل داود بحفيدته بثشبع،.. وإذا كان المبدأ الذي أطلقه ميكافيلي في قاموس السياسة الأوربية، طرح كل المباديء الأخلاقية، وذبحها في سبيل حصول الأمة على ما تريد، دون أدنى وازع من نوازع الضمير والإنسانية، فإن أخيتوفل الجيلوني كان من أقدم الذين آمنوا بهذا المبدأ -إن صح أنه مبدأ- وشجع على تطبيقه على النحو الفاضح الذي فعله أبشالوم فوق السطح في القصر الملكي،... رداً لفعل داود الذي أبصر من فوق السطح حفيدته بثشبع وهي عارية!!...
لم تكن رغبة أخيتوفل في الواقع إتمام المشيئة الإلهية، والتي لا يمكن أن يتممها الإنسان بهذا الأسلوب البشع الشرير الخاطيء، إذ أن الله لا يمكن أن يعالج الخطية بخطية مثلها، وقد حق لمتى هنري أن يقول: "إن هذه السياسة الملعونة، التي اتبعها أخيتوفل، لم تكن سياسة من يريد أن يتمم مشيئة الله، بل مشيئة الشيطان"... ومع ذلك فإن الله، وإن كان لا يرضى على القصد الشرير، إلا أنه يستطيع السيطرة عليه لإتمام مشيئته العظيمة العليا، أو كما قال يوسف لإخوته: "أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحمي شعباً كثيراً".. وقد شارك أخيتوفل في تمام المشيئة الإلهية بمشورته الرهيبة، وإن كانت دوافعه الشريرة تتباعد عن الدافع الإلهي بعد السماء عن الأرض!!.. إن الحكمة في الواقع حيث قصدها الله، كعطية منه للإنسان، هي ذلك الإلهام الذي يمنحه للعقل البشري، فيما يستغلق عليه من أمور، أو يواجه من مشاكل، أو يقابل من صعوبات، ومثل هذه الحكم تختلف تماماً عن الحكمة البشرية، أو بالحري الشيطانية التي تنزع إلى الشر، وتبتكر كل الوسائل الشريرة الآثمة، التي تفتق عنها العقل البشري طوال أجيال التاريخ،.. فإذا قيل: وكيف يستطيع الإنسان إذاً التفرقة بين الحكمتين؟ كان الجواب فيما أورده الرسول يعقوب، إذ أن الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية هي حكمة أخيتوفل المقترنة بالغيرة والتحزب والتشويش والأمر الرديء،.. على العكس من الحكمة الإلهية: "وأما الحكمة التي من فوق فهي أولاً ظاهرة، ثم مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثماراً صالحة عديمة الريب والرياء".. ومن الواضح أن خيانة أخيتوفل وغدره وتمرده وثورته ضد داود، لم تكن تعرف شيئاً من هذه الأخيرة على وجه الإطلاق!!..
وهل هناك من شك في أن أخيتوفل رمى بثقله الكامل إلى جانب الشر والفساد، وهو أول من يعلم أنه لا يمكن أن يضع بتاتاً داود وأبشالوم في كفتي ميزان، وأين الثري من الثريا، وأين البطل والحماقة والفساد والرذيلة والشر، من الخير والجود والإحسان والرحمة!!.. ولكنها الخطية التي أعمت أخيتوفل الجيلوني، أحكم المشيرين في عصره!!..
أخيتوفل والمصير التعس
وأي مصير تعس وصل إليه الرجل! لقد مضى وخنق نفسه، وفعل ذات الشيء الذي فعله يهوذا الاسخريوطي فيما بعد،... ولكني أرجو أن تتمهل لكي تتساءل متى خنق نفسه؟!!.. ولعلك تتصور أنه فعل ذلك بعد أن أوصى بيته، لكن الحقيقة أبعد وأعمق من ذلك كثيراً، لقد قتل الرجل نفسه قبل ذلك بفترة طويلة،.. لقد مات يوم لم يعد يعرف شيئاً في الأرض سوى المرارة والحقد والكراهية والانتقام، يوم انقطع عن بيت الله ليصل بينه وبين الشيطان بأقوى الأسباب، يوم افترسه الغيظ، إذ خرج من أورشليم إلى جيلوه ليجد هناك الروح النجس: "متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة وإذ لا يجد يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه فيأتي ويجده مكنوساً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أخر أشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله".. وإذا كان الكتاب قد قال بعد ذلك عن يهوذا الاسخريوطي، أنه بعد اللقمة دخله الشيطان، وخرج من حضرة المسيح ليواجه ليله المحتوم، فإن أخيتوفل فعل الشيء نفسه عندما ودع داود إلى غير رجعة في طريقه إلى الليل الطويل العميق البعيد الذي وصل إليه!!.. وآه لك يا أخيتوفل! وآه لك أيها الرجل الذي استبدلت داود بأبشالوم كما استبدل الاسخريوطي المسيح برؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين! وآه لك أيها الرجل الذي انتهيت من تلك اللحظة قبل أن يدرك الناس أو تدرك أنت أن نهايتك قد جاءت وأنت لا تعلم!!... أجل متى يموت الرجل وأين ينتهي؟!!.. إنه لا يموت بمجرد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أو يسكن قلبه عن النبض والحركة، فهذا وهم وخداع علمنا المسيح أن ننبذه ونرفضه، يوم دعا واحداً من الشباب أن يتبعه، واستأذن الشاب أن يمضي أولاً ويدفن أباه،.. وأكد له المسيح أنه ليس في حاجة إلى أن يفعل هذا، إذ أن الكثيرين هناك، وهم مستعدون ومؤهلون لمثل هذا العمل:"دع الموتى يدفنون موتاهم وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله"... إن الفرق في عرف المسيح بين الكثيرين ممن يحملون النعش إلى مثواه، وبين البيت المحمول، هو فرق موهوم متى كان الموتى الذين يدفنون الميت بعيدين عن الحياة التي يعطيها الله بلمسته الأبدية،.. وقد أكد هذه الحقيقة بصورة أخرى عكسية عندما قال أمام قبر لعازر "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد"... مات أخيتوفل الجليوني كيهوذا الاسخريوطي قبل أن يخنق كل منهما نفسه ليخرج من العالم إلى الظلمة الأبدية!!...
مات أخيتوفل الجيلوني يوم أن تسمم نبعه، فلم يعد الرجل الذي ينطق بالحكمة، كمن يعطي الجواب للحائر والتعس والمنكوب بكلام الله، يوم كان النبع غزيراً مترعا فياضاً بالماء النقي الحلو الرقراق،.. آه لك أيها النبع، ما الذي غيرك لتتحول إلى حمأة تقذف بالقذر والكدر والطين؟!! أين الحكمة الجميلة والماء السلسبيل؟!! لقد ضاع كل هذا لأنك لم تعد الرجل الذي يذهب مع داود إلى بيت الله، بل أضحيت شريراً قاسياً عاتياً في الشر، فحق فيك ما قيل: "أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطيناً".. وداعاً أيها النبع الرقراق يوم لم يعد للناس فيك إلا الماء المسموم العكر!!..
والسؤال بعد هذا كله: لماذا مضى أخيتوفل إلى جيلوه ليخنق نفسه؟!!.. هل خنق الرجل نفسه لأنه امتلأ بجنون الكبرياء عندما رفض أبشالوم أن ينصاع إلى حكمته مؤثراً عليها حكمة حوشاي الأركي؟ وهل يطيق أخيتوفل أن يسمع أبشالوم وكل رجال إسرائيل وهم قائلون: "إن مشورة حوشاي الأركي أحسن من مشورة أخيتوفل".. وهل بلغ الهوان به إلى أن يوجد في إسرائيل كلها من يمكن أن يستشار وهو موجود، ومن هو حوشاي الأركي هذا الذي يمكن أن يقف نداً له حكمته أو مشورته؟ فإذا كانت الأمة كلها تقدم عليه حوشاي، فإن الموت عنده أفضل بما لا يقاس من الحياة نفسها؟!!... على أن البعض يعتقد أن هناك سبباً آخر أضيف إلى هذا السبب، إذ أن الرجل لم يذهب إلى جيلوه، وهو مرجل متقد من الغيظ والغضب والكبرياء المهدورة الذليلة، بل أن الأمر أبعد وأعمق، لقد ذهب إلى هناك مأخوذاً بجنون الفشل واليأس والقنوط،.. لقد لفظت حكمته، وأدرك الرجل من اللحظة الأولى أن الثورة ستمني بكل تأكيد بالفشل والضياع والهزيمة، وأن حكمة حوشاي الأركي هي المنحدر أو الهوة التي تسقط فيها بدون قرار، وسينتهي كل شيء، على أسوأ ما يمكن أن تكون النهاية والمصير، فلماذا يبقى ليرى هذا كله؟!! ولماذا يبقى ليقتله داود أو واحد من رجاله على أبشع صورة ومثال؟!!.. وإذا لم يكن من الموت بد، فإن من حقه -كما تصور- أن يجعله بيده، لا بيد واحد من الأعداء أو الخصوم، الذين لا يمكن أن يأخذوه بالرفق والحنان والرحمة، لقد أصيب أخيتوفل الجيلوني، كما أصيب يهوذا الاسخريوطي، بأقسى نوع من الجنون، إذ أصيب باليأس المطبق الذي لا يترك للإنسان فرجة أو مخرجاً من أمل أو رجاء!!.. كانت خيانة أخيتوفل من أبشع الخيانات، وكانت مشورته المخيفة من أخبث وأشر وأحط المشورات، لكن البعض يعتقد أن داود كان على استعداد أن يقدر الجرح العميق الغائر في صدر الرجل، والذي شارك هو في صنعه، وكان على استعداد أن يتسامح مع الرجل أو يغفر له، لو أنه عاد تائباً نادماً مستخزياً عما فعل، ولكن أخيتوفل لم يفعل، لأنه جن بالكبرياء الذي يمنعه من الانحناء، وجن باليأس الذي أغلق في وجهه أي بصيص من رجاء أو أمل!!... وذهب الرجل كما ذهب يهوذا الاسخريوطي على بعد ألف عام آتية من الزمن!!...
لم يقتل أحد أخيتوفل الجيلوني، كما لم يقتل أحد يهوذا الاسخريوطي،.. لقد قتل كل منهما نفسه بالحبل الذي فتله بيديه، والذي وضعه في عنقه، لقد مات الرجلان لأن يد العدالة الإلهية امتدت إليهما، اليد القوية التي أطبقت على عنقيهما لتطرحهما في الظلمة الخارجية الأبدية، كما تطرح كل من لا يتعظ أو يتحكم لشتى الإنذارات التي لابد أن يرسلها الله، قبل أن يقضي قضاءه الإله المحتوم،...
مات أخيتوفل الجيلوني وذهب إلى مصيره التعس ليحق عليه ما قاله السيد المسيح عن الآخر: "كان خيراً لهذا الرجل لو لم يولد".. أجل وهذا حق، لأن الذي يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر، وإذا كانت العدالة الأرضية تضع أشد العقاب، على المجرم الذي يرتكب الجريمة مع سبق المعرفة والإصرار والترصد، وهي لا تستطيع أن تأخذه بما تأخذ به الغر الغرم الجهول، فبالأولى تكون عدالة السماء،.. مات أخيتوفل الجيلوني، وذهبت عنه حكمته ليموت موت الجاهل الأحمق، وليضحى الصورة الغربية المتكررة في كل الأجيال والعصور، للإنسان الذي يقتل نفسه بمدثرات "الحكمة" البشرية التي تتفنن كل يوم بالمخترعات العلمية والنفسية في تعذيبه وقتله!!...
مات أخيتوفل الجيلوني، دون أن يفلح في القضاء علي داود، لأن الملك القديم وفي نفسه من الحكمة الجهنمية الشريرة بالاتجاه إلى الله في الصلاة يوم قال: "حمق يا رب مشورة أخيتوفل"... وهل لنا شيء آخر في هذا العالم الحاضر الشرير أكثر من الصلاة، لنقي أنفسنا من مشورته الرهيبة الآثمة الشريرة،.. كان داود في اللحظة التي رفع فيها هذه الصلاة مسكيناً عاجزاً مشرداً طريداً،.. واستمع إلى صلاة الرجل البائس المسكين، وضرب على مشورة أخيتوفل بالضلال، فلم تفلح، ومات أخيتوفل، ولم يمت داود،... وعاش القائد وذهب المتمرد،... وضاعت الحكمة الآثمة القاسية الشريرة، ليبقى المسكين الذي أودع أمره بين يدي الله في ذلة وخضوع!!..
أي أخيتوفل! أي يهوذا الاسخريوطي القديم لا نملك أن نتركك دون أن نقف لنسكب دمعة حزينة على قبرك البائس، كم نسكب دموعنا الغزيرة علي الرجل الذي أطل على وجه المسيح، ومع ذلك قدر أن يبيعه ويخونه!!..

Monday, February 13, 2012

سفر العدد












** محور السفر:-

الله قائدي (يظلل علي بجناحيه ويسير أمامي نورا لحياتي ويهبني طعاما من السماء ومياه حيه)
+ التأسيس لمجيء المسيح
الجهاد القانوني

التعداد، التمرد، التجوال، كنعان


** تسميته:-
جاءت هذه التسمية في الترجمة السبعينية، وهي تناسب الإصحاحين 1، 26 حيث ورد في كل منهما إحصاء للشعب.

** أهم الشخصيات:- موسى - يشوع – كالب


** أهم الأماكن:- سيناء – البرية



** سماته :-

أ - في سفر العدد: يسير الله معي في رحلتي في البرية فهو سفر الرحلة في برية سيناء حتى الوقوف علي عتبة أرض الموعد.
ب - عدد المحطات المذكورة تساوي عدد الأسماء المذكورة في نسب المسيح في إنجيل متي، هي رحلة مجيء المسيح إلىّ ليسير معي حتى نبلغ سماواته.
ج - كان الشعب منظما علي شكل صليب وفي وسطه موسى و هرون وعشائر سبط لاوي علي شكل صليب، كأن رحلتي هي حمل الصليب مع كلمة الله الكاهن الأعظم حامل الصليب.
د - كان لابد أن يحدث التيه حتى يموت الجيل القديم ويولد جيل جديد يدخل أرض الموعد، هذا إشارة إلى حاجتي إلى موت أعمال الإنسان العتيق والتمتع بالإنسان الجديد الذي علي صورة خالقي.
و- في رحلتي لابد الالتقاء مع بلعام المقاوم للحق والعاجز عن أن يلعنني.

** غاية السفر:-
+ غايته الكشف عن عمل الله الخلاصى لتهيئة الإنسان للتمتع بأرض الميراث الحقيقية. إنه سفر الجهاد في البرية القائم على نعمة الله الفائقة.
+ جاء السفر مزيجا بين الشرائع الإلهية وأحداث الرحلة، كأن الله أراد تأكيد دور الوصية الإلهية في حياتنا ونحن منطلقون نحو أورشليم العليا.
+ أكد أن الله هو سر حياتنا، يصير لنا سحابة تظللنا، ونورا يهدينا، يقدم لنا الطعام والشراب والغلبة على المقاومين.. لكن الإنسان قابل هذا الحب بالتذمر الدائم والعصيان مما حرمه من دخول ارض الميراث (مز95: 10،11).
+ اظهر بشاعة الخطية، بسببها يسقط الإنسان تحت التأديب، حتى وإن كان رئيس كهنة (ص20)، أو نبيا (ص12)، على مستوى الفرد أو الجماعة كلها (ص21).
+ في بداية السفر ركز على تأسيس النظام الكهنوتي وبتر المعتدين عليه، ليؤكد حاجتنا إلى عمل السيد المسيح الكهنوتي في السماء، وعمله خلال كهنته لتقديس شعب الله.
St-Takla.org Divider
** محتوياته:-
يروى لنا قصة تيه بنى إسرائيل في برية سيناء، أي أحداث 38 سنة، وثلاثة أشهر في السفر من سيناء إلى حدود كنعان ووصولهم إلى موآب استعدادا لعبور الأردن والتمتع بالميراث.

أولا- الاستعداد للسفر ص 1- 10: 10
إحصاء الشعب ص1
ترتيب المحلة ص2
اللاويون فدية عن الشعب ص 3
تنظيم خدمة اللاويين ص 4
تقديس المحلة ص 5
نذير الرب ص 6
قرابين الشعب ص 7
سيامة اللاويين ص 8
القيادة الإلهية ص 9
لغة الأبواق ص 10
إذ انطلق الشعب من عبودية فرعون وعبروا البحر الأحمر متجها نحو أورشليم، كان لابد من تهيئتهم للحياة في البرية، بإحصائهم علامة اهتمام الله بكل واحد منا، وترتيب المحلة على شكل صليب فلا عبور إلى أورشليم العليا بدون صليب ربنا. ثم تنظيم العمل الكهنوتي لكي ندرك أن عبورنا إنما يتحقق باتحادنا مع رئيس الكهنة الأعظم.
ثانيا- من سيناء إلى موآب ص 10: 11 - 21
ارتحال الشعب ص 10
تذمر الشعب وكلام هارون ومريم على موسى ص 1112
زواج موسى بالكوشية ص12
التجسس على كنعان ص 13
شهوة الرجوع إلى العبودية ص 14
قورح وجماعته ص15
اغتصاب الكهنوت وتأكيد كهنوت هارون ص16،17
مسئولية الكهنة وحقوقهم ص18
فريضة البقرة الحمراء ص 19
ماء مريبة وموت مريم وهارون ص 20

الحية النحاسية وطريق النصرة ص21 (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً).

قرابة أربعين عاما كان الله يهتم بشعبه بطريقة ملموسة فائقة. لكن الشعب قابل الحب بالتذمر المستمر، وكان قلبهم ينسحب دوما إلى ارض العبودية عوض انطلاقه نحو أورشليم. وقد مارس البعض الكهنوت مقتحما إياه، متذمرين على هارون وكهنته.

+ في هذه المرحلة يعلن الوحي زواج موسى بالكوشية تأكيدا أن الله قبل الأمم عروسا له.


ثالثا- حادثة بلعام ص 22 - 25
قصة بلعام ص22
نبوات بلعام ص23،24
نبوته الأولى عن التجسد الإلهي ص23: 7- 10
نبوته الثانية عن الصلب والقيامة ص23: 16- 24
نبوته الثالثة عن يوم البنطقستي ص24: 1- 14
نبوته الرابعة عن عمل الكنيسة الكرازي ص 24: 15- 19
نبوته الخامسة عن عمل الكنيسة الكرازي ص 24: 20- 25
إذ اشرف الشعب على الدخول إلى ارض الموعد ابتكر الشيطان طريقة جديدة للحرب لا بقادة ولا بجنود، وإنما خلال بلعام الذي كان كنبي عند الأمم.. الذي طلب منه ملك موآب أن يلعن شعب الله وأغراه كثيرا، وحينما استسلم للإغراء جعل حماره يوبخه.
+ سمح الله لساحر أن يتنبأ ليكون شاهدا وسط الأمم ، ومن خلال نبواته عرف المجوس ولادة السيد المسيح.
+ غيرة فنحاس الكاهن 25، إن كان غضب الله قد حل بسبب الزنا، فانه رُفع بسبب الغيرة المقدسة.

رابعا - الاستعداد للعبور ص 26 - 36:
التعداد الثاني (انهم محصيون لدى الله) ص 26
قانون الميراث وإقامة يشوع ص 27
الأعياد والتقدمات (يريد لهم فرحا يوميا وأسبوعيا وشهريا و سنويا) ص 28،29
النذور ص 30
الحرب الختامية ص 31
ارض جلعاد (لن يرث أحد موضعا إلا بعد عبور يشوع بكل الأسباط.. وعندئذ ينال الكل ميراثه) ص32
ملخص للرحلة ص 33
حدود ارض الميعاد ص34
مدن اللاويين والملجأ ص35
شريعة ميراث النساء (بنات صلفحادص27 يغتصبن ميراث أبيهن) ص36.
الآن إذ صار الشعب على أبواب كنعان قدم لهم ما يعدهم لذلك.





Summary of the Book of Numbers

This summary of the book of Numbers provides information about the title, author(s), date of writing, chronology, theme, theology, outline, a brief overview, and the chapters of the Book of Numbers.

Title

The English name of the book comes from the Septuagint (the pre-Christian Greek translation of the OT) and is based on the census lists found in chs. 126. The Hebrew title of the book (bemidbar, "in the desert") is more descriptive of its contents. Numbers presents an account of the 38-year period of Israel's wandering in the desert following the establishment of the covenant of Sinai (compare 1:1 with Dt 1:1).

Author and Date

The book has traditionally been ascribed to Moses. This conclusion is based on (1) statements concerning Moses' writing activity (e.g., 33:1-2Ex 17:1424:434:27) and (2) the assumption that the first five books of the Bible, the Pentateuch, are a unit and come from one author. See Introduction to Genesis: Author and Date of Writing.
It is not necessary, however, to claim that Numbers came from Moses' hand complete and in final form. Portions of the book were probably added by scribes or editors from later periods of Israel's history. For example, the protestation of the humility of Moses (12:3) would hardly be convincing if it came from his own mouth. But it seems reasonable to assume that Moses wrote the essential content of the book.

Contents

Numbers relates the story of Israel's journey from Mount Sinai to the plains of Moab on the border of Canaan. Much of its legislation for people and priests is similar to that in Exodus, Leviticus and Deuteronomy. The book tells of the murmuring and rebellion of God's people and of their subsequent judgment. Those whom God had redeemed from slavery in Egypt and with whom he had made a covenant at Mount Sinai responded not with faith, gratitude and obedience but with unbelief, ingratitude and repeated acts of rebellion, which came to extreme expression in their refusal to undertake the conquest of Canaan (ch. 14). The community of the redeemed forfeited their part in the promised land. They were condemned to live out their lives in the desert; only their children would enjoy the fulfillment of the promise that had originally been theirs (cf. Heb 3:7 --4:11).

Theological Teaching

In telling the story of Israel's desert wanderings, Numbers offers much that is theologically significant. During the first year after Israel's deliverance from Egypt, the nation entered into covenant with the Lord at Sinai to be the people of his kingdom, among whom he pitched his royal tent (the tabernacle) -- this is the story of Exodus. As the account of Numbers begins, the Lord organizes Israel into a military camp. Leaving Sinai, they march forth as his conquering army, with the Lord at the head, to establish his kingdom in the promised land in the midst of the nations. The book graphically portrays Israel's identity as the Lord's redeemed covenant people and its vocation as the servant people of God, charged with establishing his kingdom on earth. God's purpose in history is implicitly disclosed: to invade the arena of fallen humanity and effect the redemption of his creation -- the mission in which his people are also to be totally engaged.
Numbers also presents the chastening wrath of God against his disobedient people. Because of their rebellion (and especially the nation's refusal to undertake the conquest of Canaan), Israel was in breach of covenant. The fourth book of the Pentateuch presents a sobering reality: The God who had entered into covenant with Abraham (Ge 1517), who had delivered his people from bondage in the exodus (Ex 14-15), who had brought Israel into covenant with himself as his "treasured possession" (Ex 19; see especially Ex 19:5) and who had revealed his holiness and the gracious means of approaching him(Lev 1-7) was also a God of wrath. His wrath extended to his errant children as well as to the enemy nations of Egypt and Canaan.
Even Moses, the great prophet and servant of the Lord, was not exempt from God's wrath when he disobeyed God. Ch. 20, which records his error, begins with the notice of Miriam's death (20:1) and concludes with the record of Aaron's death (20:22-29). Here is the passing of the old guard. Those whom God has used to establish the nation are dying before the nation has come into its own.
The questions arise: Is God finished with the nation as a whole (cf. Ro 11:1)? Are his promises a thing of the past? In one of the most remarkable sections of the Bible -- the account of Balaam, the pagan diviner (chs. 22 - 24) -- the reply is given. The Lord, working in a providential and direct way, proclaims his continued faithfulness to his purpose for his people despite their unfaithfulness to him.
Balaam is Moab's answer to Moses, the man of God. He is an internationally known prophet who shares the pagan belief that the God of Israel is like any other deity who might be manipulated by acts of magic or sorcery. But from the early part of the narrative, when Balaam first encounters the one true God in visions, and in the narrative of the journey on the donkey (ch. 22), he begins to learn that dealing with the true God is fundamentally different from anything he has ever known. When he attempts to curse Israel at the instigation of Balak king of Moab, Balaam finds his mouth unable to express the curse he desires to pronounce. Instead, from his lips come blessings on Israel and curses on its enemies (chs. 23 - 24).
In his seven prophetic oracles, Balaam proclaims God's great blessing for his people (see 23:20). Though the immediate enjoyment of this blessing will always depend on the faithfulness of his people, the ultimate realization of God's blessing is sure -- because of the character of God (see23:19). Thus Numbers reaffirms the ongoing purposes of God. Despite his judgment on his rebellious people, God is still determined to bring Israel into the land of promise. His blessing to Israel rests in his sovereign will.
The teaching of the book has lasting significance for Israel and for the church (cf. Ro 15:41Co 10:6,11). God does display his wrath even against his errant people, but his grace is renewed as surely as is the dawn and his redemptive purpose will not be thwarted.

Special Problem

The large numbers of men conscripted into Israel's army (see, e.g., the figures in 1:4626:51) have puzzled many interpreters. The numbers of men mustered for warfare seem to demand a total population in excess of 2,000,000. Such numbers appear to be exceedingly large for the times, for the locale, for the desert wanderings, and in comparison with the inhabitants of Canaan. See note on 3:43.
Various possibilities have been suggested to solve this problem. Some have thought that the numbers may have been corrupted in transmission. The present text, however, does not betray textual difficulties with the numbers.
Others have felt that the Hebrew word for "thousand" might have a different meaning here from its usual numerical connotation. In some passages, for example, the word is a technical term for a company of men that may or may not equal 1,000 (e.g., Jos 22:14, "family division"; 1Sa 23:23, "clans"). Further, some have postulated that this Hebrew word means "chief" (as in Ge 36:15). In this way the figure 53,400 (26:47) would mean "53 chiefs plus 400 men." Such a procedure would yield a greatly reduced total, but it would be at variance with the fact that the Hebrew text adds the "thousands" in the same way it adds the "hundreds" for a large total. Also, this would make the proportion of chiefs to fighting men top-heavy (59 chiefs for 300 men in Simeon).
Another option is to read the Hebrew word for "thousand" with a dual meaning of "chief" and "1,000," with the chiefs numbering one less than the stated figure. For example, the 46,500 of Reuben (1:20) is read as 45 chiefs and 1,500 fighting men, the 59,300 of Simeon (1:23) is read as 58 chiefs and 1,300 fighting men, etc. But in this case, as in the former, the totals of 1:46 and 2:32must then be regarded as errors of understanding (perhaps by later scribes).
Still another approach is to regard the numbers as symbolic figures rather than as strictly mathematical. The numerical value of the Hebrew letters in the expression bene yisra'el ("the Israelite community," 1:2) equals 603 (the number of the thousands of the fighting men, 1:46); the remaining 550 (plus 1 for Moses) might come from the numerical equivalent of the Hebrew letters in the expression "all the men . . . who are able to serve in the army" (1:3). This symbolic use of numbers (called "gematria") is not unknown in the Bible (see Rev 13:18), but it is not likely in Numbers, where there are no literary clues pointing in that direction. (For one more option [hyperbole] see note in 1Ch 12:23-27.)
While the problem of the large numbers has not been satisfactorily solved, the Bible does point to a remarkable increase of Jacob's descendants during the four centuries of their sojourn in Egypt (see Ex 1:7-12). With all their difficulties, these numbers also point to the great role of providence and miracles in God's dealings with his people during their life in the desert (see note on 1:46).

Structure and Outline

The book has three major divisions, based on Israel's geographical locations. Each of the three divisions has two parts, as the following breakdown demonstrates: (1) Israel at Sinai, preparing to depart for the land of promise (1:1 -- 10:10), followed by the journey from Sinai to Kadesh (10:11 -- 12:16); (2) Israel at Kadesh, delayed as a result of rebellion (13:1 -- 20:13), followed by the journey from Kadesh to the plains of Moab (20:14 -- 22:1); (3) Israel on the plains of Moab, anticipating the conquest of the land of promise (22:2 -- 32:42), followed by appendixes dealing with various matters (chs. 33 - 36).
  • Israel at Sinai, Preparing to Depart for the Promised Land (1:1;10:10)
    • The Commands for the Census of the People (chs. 1-4)
      1. The numbers of men from each tribe mustered for war (ch. 1)
      2. The placement of the tribes around the tabernacle and their order for march (ch. 2)
      3. The placement of the Levites around the tabernacle, and the numbers of the Levites and the firstborn of Israel (ch. 3)
      4. The numbers of the Levites in their tabernacle service for the Lord (ch. 4)
    • The Commands for Purity of the People (5:1;10:10)
      1. The test for purity in the law of jealousy (ch. 5)
      2. The Nazirite vow and the Aaronic benediction (ch. 6)
      3. The offerings of the 12 leaders at the dedication of the tabernacle (ch. 7)
      4. The setting up of the lamps and the separation of the Levites (ch. 8)
      5. The observance of the Passover (9:1-14)
      6. The covering cloud and the silver trumpets (9:15;10:10)
  • The Journey from Sinai to Kadesh (10:11;12:16)
    • The Beginning of the Journey (10:11-36)
    • The Beginning of the Sorrows: Fire and Quail (ch. 11)
    • The Opposition of Miriam and Aaron (ch. 12)
  • Israel at Kadesh, the Delay Resulting from Rebellion (13:1;20:13)
    • The 12 Spies and Their Mixed Report of the Good Land (ch. 13)
    • The People's Rebellion against God's Commission, and Their Defeat (ch. 14)
    • A Collection of Laws on Offerings, the Sabbath and Tassels on Garments (ch. 15)
    • The Rebellion of Korah and His Allies (ch. 16)
    • The Budding of Aaron's Staff: A Sign for Rebels (ch. 17)
    • Concerning Priests, Their Duties and Their Support (ch. 18)
    • The Red Heifer and the Cleansing Water (ch. 19)
    • The Sin of Moses (20:1-13)
  • The Journey from Kadesh to the Plains of Moab (20:14;22:1)
    • The Resistance of Edom (20:14-21)
    • The Death of Aaron (20:22-29)
    • The Destruction of Arad (21:1-3)
    • The Bronze Snake (21:4-9)
    • The Song of the Well and the Journey to Moab (21:10-20)
    • The Defeat of Sihon and Og (21:21-35)
    • Israel Returns to Moab (22:1)
  • Israel on the Plains of Moab, in Anticipation of Taking the Promised Land (22:2;32:42)
    • Balak of Moab Hires Balaam to Curse Israel (22:2-41)
    • Balaam Blesses Israel in Seven Oracles (chs. 23-24)
    • The Baal of Peor and Israel's Apostasy (ch. 25)
    • The Second Census (ch. 26)
    • Instructions for the New Generation (chs. 27-30)
      1. The inheritance for women (27:1-11)
      2. The successor to Moses (27:12-23)
      3. Commands regarding offerings (28:1-15)
      4. Commands regarding festivals (28:16;29:40)
      5. Commands regarding vows (ch. 30)
    • The War against Midian (ch. 31)
    • The Settlement of the Transjordan Tribes (ch. 32)
  • Appendixes Dealing with Various Matters (chs. 33-36)
    • The Stages of the Journey (ch. 33)
    • The Land of Inheritance (chs. 34-35)
    • The Inheritance for Women (ch. 36)