قصص يقرأها المربون ثم يحكوها بأسلوبهم للأطفال
حدوتة أوتوبيس المدرسة
الهدف التربوي:
المحبة العقلانية.. هي المحبة السليمة..
يُحكى انه كان يوجد أوتوبيس مدرسة يحب الأطفال جداً جداً و كان الأوتوبيس يحب كثيرا أن يكون مع الأطفال أطول وقت ممكن.. و كان يلتقي مع الأطفال صباحا و هو يوصلهم للمدرسة و يلتقي بهم مرة ثانية عندما يُرجعهم لبيوتهم.. و لكنه كان يفتقدهم سريعا.. فقال الأوتوبيس لنفسه:
"أنا أحب الأطفال جدا.. و أحب صياحهم و ألعابهم و أصواتهم.. أحبهم عندما ينامون أثناء ذهابي بهم.. أريد أن أكون معهم لأطول وقت ممكن.. حسنا.. أنا اعلم ماذا افعل.."
ماذا ستفعل يا أوتوبيس المدرسة؟.. يبدو أنه سيقوم بعمل خطة للوصول لهدفه..
ذهب السائق عم مكرم و معه الأستاذة سميرة مشرفة الأوتوبيس و قال عم مكرم للأوتوبيس:
"صباح الخير يا أوتوبيس المدرسة.. هل نمت جيدا؟!.. هيا الآن إلى الأطفال حتى نأتي بهم من منازلهم إلى المدرسة.."
قال أوتوبيس المدرسة و هو يتثاءب:
"صباح الخير عليكما يا عم مكرم و يا أستاذة سميرة.. هيا بنا إلى الأطفال.."
ضحكت الأستاذة سميرة قائلة: "طبعا أنت تريد الوصول سريعا إليهم.. أنت تفتقدهم كثيرا.."
قال أوتوبيس المدرسة بهدوء:
"هذا صحيح يا أستاذة سميرة.. هيا بنا.."
بدأ أوتوبيس المدرسة و عم مكرم و الأستاذة سميرة رحلتهم اليومية.. كان الأوتوبيس يتحرك بسرعة للوصول إلى الأطفال.. و قال عم مكرم للأوتوبيس:
"لا داعي للسرعة يا أوتوبيس.."
قال الأوتوبيس:
"أريد الوصول للأطفال.. أنا أحبهم جدا.."
بدأ الأطفال الصعود إلى الأوتوبيس و كانت الأستاذة سميرة تساعدهم في الجلوس و تنظيمهم في الأوتوبيس.. كان الأطفال يتصايحون.. و بعضهم يغني.. و آخرون يأكلون.. و احدهم يذاكر.. أو يتحدثون في مرح و براءة.. أو ينامون..
و حينما صعد آخر الأطفال إلى أوتوبيس المدرسة و اكتمل الأطفال.. بدأ عم مكرم يوجه الأوتوبيس إلى المَدرسة.. و هنا لاحظ عم مكرم أن الأوتوبيس يسير ببطء شديد جدا!!..
و تساءلت الأستاذة سميرة بقولها:
"ماذا يحدث يا عم مكرم؟!.. لماذا تسير ببطء يا أوتوبيس المدرسة؟!.."
أجاب عم مكرم مندهشا:
"لا اعلم ماذا يحدث.. الأوتوبيس يسير ببطء شديد جدا.."
قال الأوتوبيس:
"اطمئنا.. فقط أحاول الحفاظ على سلامة الأطفال.."
هتفت الأستاذة سميرة باستنكار:
"و لكننا بهذا الأسلوب سنتأخر كثيرا عن موعدنا.."
قال الأوتوبيس:
"سأحاول الوصول للموعد.."
و لكن.. بالفعل.. وصل أوتوبيس المدرسة متأخرا جدا..
و قالت المَدرسة:
"لماذا تأخرتم؟!.."
قالت الأستاذة سميرة:
"لقد توجهت باكرا في موعدي مع عم مكرم إلى أوتوبيس المدرسة.."
أكمل عم مكرم بقوله:
"و ذهبنا إلى الأطفال في موعدنا المعتاد.. و لكن.."
قالت المَدرسة:
"و لكن ماذا حدث؟.."
قال عم مكرم:
"الأوتوبيس كان يتحرك ببطء شديد جدا.. و بدون مبرر.."
قالت الأستاذة سميرة:
"نعم.. هذا صحيح.. و قلنا له إننا سنصل متأخرين بهذا الأسلوب.."
قالت المَدرسة للأوتوبيس:
"هل هذا صحيح؟.."
قال الأوتوبيس خجلا:
"نعم.. أنا أحب الأطفال.. و اسعد بوجودهم جدا.. إن أفضل أوقات اليوم حين أكون معهم.."
قالت المَدرسة للأوتوبيس:
"جيد انك تحب الأطفال.. و لكن من يحب لا يضر من يحبه.. أنت ستعطلهم عن بدء نشاطهم اليومي الهام عندي.. لا تفعل ذلك ثانية.."
قال الأوتوبيس بخجل:
"سمعا و طاعة.."
و في العودة..
تكرر نفس الموقف..
لم يلتزم أوتوبيس المدرسة..
و عاد الأطفال متأخرين إلى بيوتهم..
و كان أهالي الأطفال يتساءلون بسبب تأخير وصول الأطفال..
و كانت الأستاذة سميرة و عم مكرم يحاولان مع أوتوبيس المدرسة حتى لا يزداد الأهالي قلقا..
و عندما وصلت آخر طفلة بسلام.. قالت الأستاذة سميرة بغضب: "إذا كنت تحب الأطفال بحق كان يجب أن تسعى إلى صالحهم و خيرهم.. و سوف أشكوك غدا للمَدرسة.."
و قال عم مكرم و هو يعاتب الأوتوبيس:
"يا صديقي.. أنت بهذه الطريقة سوف تتسبب في مشكلة.. أنا اعلم انك تحب الأطفال.. و كلنا نحبهم.. و لكن يجب أن نعمل على فائدتهم.."
قال أوتوبيس المدرسة:
سأفكر في الأمر.."
و بالفعل..
اخذ يفكر و يفكر..
و سهر أوتوبيس المدرسة و هو يفكر..
أنا أحب الأطفال..
أكون سعيدا جدا معهم..
يلعبون.. يصيحون.. يذاكرون.. يغنون..
أو حتى ينامون.. و لكن.. هل حقا أنا لا أريد الخير لهم.. كيف ذلك.. أنا أحبهم.. مصلحتهم فعلا هي الوصول للمَدرسة في الموعد..
و عودتهم للأهالي أيضا في الموعد.. ماذا افعل.. ماذا افعل..
و اخذ يفكر و يفكر.. و سهر كثيرا.. و نام متأخرا من التفكير..
دون أن يصل إلى قرار..
*******************************
"استيقظ يا أوتوبيس.. استيقظ.. استيقظ.."
هتف عم مكرم و الأستاذة سميرة بهذه العبارات و هم يحاولون أن يوقظوا الأوتوبيس.. كان نائما بعمق لسهره بالتفكير..
قال عم مكرم: "إننا سنصل إلى الأطفال و إلى المَدرسة متأخرين.."
قالت الأستاذة سميرة: "هيا يا أوتوبيس.. استيقظ.."
استيقظ الأوتوبيس و قال: "آسف جدا جدا.. لقد نمت متأخرا أمس.."
قال عم مكرم: "هيا بنا.. هيا.."
و هنا.. تحرك الأوتوبيس بسرعة و بحكمة..
استطاع الوصول إلى الأطفال بالكاد في الموعد..
ثم تحرك بسرعة و مهارة نحو المَدرسة..
كان عم مكرم و الأستاذة سميرة يتعجبان..
و فعلا..
و صل الأوتوبيس في الموعد بالضبط..
و قالت المَدرسة: "مرحبا بكم.. أشكرك يا أوتوبيس انك التزمت.. و أتيت في الموعد تقريبا.."
قالت الأستاذة سميرة: "الحقيقة انه كان متعاونا.. و متجاوبا.."
قال عم مكرم: "صحيح إننا وجدناه نائما.. و لكنه كان حريصا على الوصول في الموعد.."
قال الأوتوبيس: "أنا اعتذر لكم جميعا.. أنا أحب الأطفال.. و لكن يجب أن أسعى لصالحهم.."
قالت المَدرسة: "هذا رائع يا أوتوبيس.. عموما.. سأكافئك برحلة مع الأطفال.. حيث يمكنك أن تقضي وقتا أطول و أفضل معهم.."
قال الأوتوبيس بسعادة:
"تحيا المَدرسة.. تحيا المَدرسة.."
نعم.. حقا..
تحيا المدرسة..