Monday, May 9, 2011

Anathema.



آناثيما.. الفتنة الإنسانية

نحيا نحن البشر في إطار من الفتنة الإنسانية التي بدأت جذورها مع بداية الخلق..

هذه الحياة التي تم إقحامنا فيها تعاني من أسلوب التمييز البشري..

و الفتنة الإنسانية..

بدأت عمليات التمييز مع أبناء الله..

أبناء شيث..

الذين تم الاشمئزاز من تصرفهم حينما اقترنوا ببنات الناس..

بنات قايين.. قابيل..

أبناء الله.. و بنات الناس..

على الرغم من أن بنات الناس لم يرتكبن ذنباً.. إلا أنهن بنات الناس.. لسن بنات شيث..

و سارت الفتنة الإنسانية حتى تم القضاء على البشرية في أحداث الطوفان..

إلا السيد نوح و أسرته..

و يبدو أن الفتنة الإنسانية كالهواء..

يجب أن يتعايش أهل الكوكب به..

و يتواجد معه..

إذ تم تمييز كلاً من السيد سام و السيد يافث عن السيد حام..

الملعون حام..

و استمرت هذه اللعنة على حام و أبنائه من الأفارقة سكان القارة الملعونة..

حتى الآن..

و إلى النهاية..

و يحمل الأقباط دماء حام.. الملعون..

و يبدو أن الفتنة لم تكتفي بارتوائها من دماء بنات الناس..

و أبناء حام..

فبدأت تنتقي من أبناء السيد سام.. لتمييزهم..

و بدأنا نسمع عن مصطلح: " شعب الله المختار.."

إذ تم انتقاء مجموعة من أبناء السيد سام و دعوتهم لتمييزهم فوق سائر أبناء السيد نوح..

و صارت المجموعة المنتقاة تحمل لقبا رفيعا..

شعب الله المختار..

و حينما أتى السيد المسيح له المجد.. تصورنا أن التمييز في إطار العائلة السامية قد انتهى..

إذ أن الدنو الحامي مازال كما هو..

إلا أن الشعب المختار يبدو انه مرغوباً..

احترم كثيرا السيد بولس الرسول..

هذا الرجل الفيلسوف فائق العقل اختاره السيد المسيح ليضع على كتفيه التدبير المسيحي..

إذ أن الرجال بسطاء العقل الذين عاصروا السيد المسيح يبدوا و كأنهم غير قادرين على الاضطلاع بقيادة مهام الرسالة..

التدبير البطرسي في البدايات كان غير دقيق..

و موقف حنانيا و سفيرة كان اندفاعا بطرسياً..

و السياسات البطرسية فيما يتعلق بالأمم و الختان و غيرها من السياسات العامة كانت غير ملائمة..

فوقع الاختيار على الفيلسوف بولس الذي لم يعاصر السيد كما عاصره من عاصره لتأسيس الخطوات العامة و وضع التفاصيل..

و قد كان..

إلا أن عباراته الصادمة بالشعب المختار أذهلتني..

نقصهم.. غِنَى للأمم.. فغناهم كم يكون!!..

البديهي من وجهة نظري أن غِنَاهم هو إفلاسي..

إلا أن رأيه عكسي..

إِذَن.. المختار.. مازال مختاراً..

و الفتنة الإنسانية مستمرة..

و ممتدة..

تساءلت عن ماهية تعدد الأعراق و المذاهب و العقائد و الديانات و العبادات..

حدث أن تساءل القديس الأنبا انطونيوس أبو الرهبنة المصرية أسئلة عن أساليب إدارة العالم..

و البشر..

هذا الرجل الفاضل من بني سويف و دماؤه مصرية..

حامية.. نسبة إلى الملعون حام..

جاءته الإجابة على لسان ملاك.. و يبدو انه كان مدججاً بالسلاح!!..

كانت الإجابة الصادمة.. بمعنى.. خليك في حالك..

و صمت الرجل.. و استمر في حاله..

و أتساءل.. مثله..

لماذا الفتنة الإنسانية و تمييز الخلائق..

لماذا لا يوجد اتحاد في العقائد ذات التوجهات العامة و الأخلاقيات الضميرية..

لماذا أتحمل أخطاء قيادات عائلية و أسرية لم أتسبب فيها..

لماذا أتحمل ذنوب نظم سياسية و مسئولين فاسدين..

لماذا أتحمل أساليب قيادات كنسية منفصلة عن الواقع..

لماذا اضطر للتعايش مع زمن ارفضه و بلاد ترفضني و كوكب فان و ديانات لا يمارسها معتنقوها..

خليك في حالك!!..

حسناً.. أريد أن أظل في حالي..

و لكن لا أستطيع فصل حالي عن أحوال الفتنة الإنسانية..

يا ترى..

هل يحمل أفراد مجلس الآلهة الإغريقي شهادة الـ MBA

ام فعلها المجلس الروماني..

الديانات و العقائد و الفكر الاقصائي..

كل عقيدة يؤمن معتنقوها أنهم وحدهم في النعيم.. و كل ما سِواهم في الجحيم..

يتصافح الجميع في الأعياد..

و الكل في النعيم!!..

و الكل أيضا في الجحيم!!..

حسب التصنيف الاقصائي..

رسول المحبة الذي يتباهى بانه أكل معه و شرب هو ايضا يحرض على عدم استقبالهم..

و اقصائهم..

السيد قسطنطين الذي حارب تحت راية الصليب.. بهذا تغلب..

و قال القمص متى المقاري المسكين انها أول حرب صليبية في التاريخ..

و نال الرجل تقريعا من القيادة الكنسية في زمنه..

دون رد.. أو توضيح.. أو نقاش..

و يعلو صوتنا في المدائح..

بيوت البرابي هدمها!!..

و دخل الوثنيون في الدين الجديد..

و أتساءل إن كان ذلك اختيارا..

أم التزاما بالنص الاجتماعي..

اسالوا هيبا المصري..

و الفيلسوفة هيباتيا..

و الفتنة الإنسانية..

تؤمن القيادة الكنسية بان القرون الأربعة الأولى هي أفضل العصور المسيحية..

لم يأتِ مثلها.. و لن يكون..

الكتاب الذي أحبه مذكور فيه وقائع جديرة بالدراسة..

الفتنة البشرية..

القديس الأنبا مقار.. و هو من أعمدة الرهبنة المصرية الأرثوذكسية.. امتدح كاهن وثني يحيا في الصحراء و يعبد وثنه باهتمام و تنسك..

خاطبه القديس بقوله:

"لتصحبك المعونة.. يا رجل النشاط.."

اندهش الرجل.. و صار مسيحياً..

ليس كونه صار مسيحياً هي ما أريد ذكره..

و لكن انه اشتكى من تهكم الرهبان تلاميذ الأنبا مقار و إهانتهم المستمرة له..

الطغمة التي ماتت عن العالم!!..

صورياً..

أليس وثنياً..

هو في الجحيم..

و نحن نعبد الله الواحد و انفصلنا عن العالم لأجله.. ليأخذنا إلى النعيم..

و الفتنة البشرية..

و التمييز الإنساني..

و الإرادة السمائية..

و المحاكاة الأرضية..

و أتذكر تلاميذ البار الرجل الكامل و ما فعلوه مع المُسِن..

الفتنة الطائفية هو مصطلح سديد و مُعَبِّر..

و يختلف كمصطلح عن مصطلح.. التطبيع كونه مصطلح ضال.. و مضل..

المهم إن الحديث عن الفتنة الطائفية..

لو لم يوجد إسلام في مصر..

كيف كان سيتعامل الأقباط الأرثوذكس الأغلبية مع الأقباط الكاثوليك و الأقباط البروتستانت و الأقباط السبتيين و الأقباط الخمسينيين و اليهود و الملحدين و الوجوديين و عبدة الشيطان..

لتصحبك المعونة يا رجل النشاط..

من الواضح جليا أن الفتنة الطائفية تشتعل تبعا للممارسات الحياتية..

و المستوى الثقافي..

و الاجتماعي..

النهضة الاجتماعية و الفكرية كفيلة باحتواء مظاهر الفتنة الطائفية..

إلا أن الفتنة الإنسانية و التمييز يظل جوهر البشرية..

ثنائية النعيم و الجحيم..

الطريق الذي يسير فيه من يسير إجبارا..

إقحاما..

اضطرارا..

لماذا فعلت ما فعلت و في الارتفاع رغبت..

يا لوسيفر؟!