Friday, September 18, 2015

فرخ البطة العرجاء





من ضمن حزمة القرارات الصادمة التي اتخذها الرئيس الأسبق أنور السادات هو نزع مصر من فخ الاشتراكية و وضع التدابير لنقل مصر و بسرعة إلى قطار الرأسمالية..
كان الصدمة هو أن فخ الاشتراكية يتضمن العديد من الدول الثقيلة و الهامة التي وجدت راحتها فيه.. و خروج مصر منه هو بمثابة دفعها إلى المجهول..
و قام السادات بهذا الإجراء المبكر و لم يكن يتصور أن العديد من الدول التي سوف تفعل ذلك لاحقا , ستتقدم على مصر لأنها لم تجد من يجعلها راسخة في القطار..
و الطبيعي.. بل البديهي.. أن الانتقال من الفخ إلى القطار يتتبعه اضطرابات.. هذه الاضطرابات هي التي أعطت السمعة السيئة و المشبوهة للقطار الرأسمالي التي تم التعبير عنها بكلمة: الانفتاح..
الاضطرابات المتوقعة كان ينبغي لها ان تستمر حتى تقوم الرأسمالية بعملية الضبط الذاتي.. المعروف أن في قطار الرأسمالية يضبط السوق نفسه بنفسه.. و يستمر القطار منطلقا.. كما الأمم الرأسمالية..
للأسف.. شهدت حقبة الثمانينات إبطاء للقطار.. ليس تعطيلا أو إيقافا.. ولكن إبطاء.. إذ أن حقبة الثمانينات شهدت تأرجحا بين الفخ و القطار من المنظور الاقتصادي.. و كذلك تأرجحا بين الدب و النسر من المنظور السياسي..
التأرجح السياسي و الاقتصادي أدى إلى امتداد فترة الاضطرابات الاقتصادية لفترة طويلة استطاعت فيها دول أخرى لحقت بالقطار بعد مصر أن تتقدم و تتقدم..
مع حلول التسعينيات.. تيقن النظام المصري الثمانيني من انتصار القطار الرأسمالي على فخ الاشتراكية.. و بدأت محاولات دول كثيرة جدا للحاق بالقطار منها الدول التي ساهمت في نصب فخ الاشتراكية.. كذلك تيقن النظام وقتها من انتصار النسر على الدب سياسيا.. الامور التي ادركها السادات مبكرا و كان ينبغي لمصر ان تتنعم بثمارها مبكرا..
كذلك.. مع حلول التسعينيات.. كان النجل الأكبر للرئيس المصري وقتها على موعد مع صفقات واعدة من نبت القطار.. و شهدت مصر توكيلات أجنبية عاملة نشطة.. و شركات متعددة الجنسيات و أشياء ايجابية من القطار.. فضلا عن ظهور أولى طبقات رجال الأعمال الدارسين و المثقفين الذين لم يبلغوا سن الرشد حينما انتقل الرئيس السادات إلى رحمة الله.. و  حققوا ثراءهم بعد رحيله..
و بنهاية التسعينيات تم إعادة إطلاق البورصة المصرية في توقيت متأخر جدا جدا عن بدء لحاق مصر بقطار الرأسمالية في منتصف السبعينيات..
و بانطلاق الألفية الثالثة من الزمن المعروف.. انطلق القطار وسط البيروقراطية و الخصخصة و أشياء كثيرة بإطار سلبي.. و الأمل فقط كان في الحقيقة الدامغة ان السوق يضبط نفسه بنفسه..
رحم الله الرئيس السادات الذي أنقذ مصر من فخ الاشتراكية و وضعها على قطار الرأسمالية..