بهدوء
و بواقعية..
من
الواضح لكل ذي عينين أن الحياة بائسة في مصر..
كذلك
من الواضح أن الحياة بين المسلمين و المسيحيين لم تعد ممكنة و لا مقبولة..
الأسباب
كثيرة و متعددة.. إلا أنها ازدادت حدة مع الانقسام السياسي و الاحتقان الاجتماعي..
من
الواضح استحالة إقامة دولة علمانية في مصر..
لذلك
أبادر إلى الدعوة لإقامة وطن قومي للأقباط..
بشكل
متريث و هادئ و فعال..
بل
أن الوطن القومي للأقباط سيؤدي إلى وقاية الدولة التقليدية الحالية لمصر من ويلات
كثيرة تنتظرها مع استمرار الأساليب الحالية لإدارة الدولة..
و
بصراحة..
لا
يمكن لمتحضر قبول تغذية الوجدان القبطي على أن الإنسان جُعِلَ لأجل الوطن لا الوطن
لأجل الإنسان..
و
لا يمكن قبول تركيع الوجدان القبطي تحت ثقافة قبول الموت البشع لمجرد انه قبطي..
و
لا يمكن غسل مخ شباب الأقباط بأفكار تدفعهم إلى الحياة تحت مقصلة الموت في كل
لحظة..
شئ
مهين و لا يقبله أي عقل يتفكر في أبجديات الحياة..
إذ
أنني متيقن أن ابن الله لم يخلق الأقباط لكي يموتوا في سبيل الإيمان به..
لأن
فادينا دعانا لكي ما تكون لنا حياة و ليكون لنا افضل..
لا
يمكن قبول أن الوطن أغلى و أسمى من حياة القبطي..
لأن
الحقيقة التي يدركها المتحضر انه لا شئ يفوق الحياة الإنسانية و الكرامة الإنسانية..
الخلط
بين فقه الاستشهاد و عبثية المشهد السياسي هو خلط غير مقبول..
ربما
ينبغي التريث في تكوين منتخب كرة قدم لدولة الأقباط..
حتى
نتجنب حساسية أن تقوم القرعة غير الهيكلية بجمع منتخب مصر و منتخب كيمي في مجموعة
واحدة بتصفيات كأس الأمم الأفريقية..
يصعب
لسنوات قبول أن مباراة الذهاب في ستاد القاهرة و الإياب في ستاد أسيوط..
و
الثابت أن الهروب من العبث هو شئ مشروع..
إذ
أن فكرة الانبا بولا عن سلبية الهروب من الضيق تتناقض مع هروب مخلصنا من هيرودس..
و
هروب المسيحيين الأوائل بعد قتل السيد استفانوس..
الهروب
حركة ايجابية..
مخلصنا
هرب من هيرودس و ثبت أمام بيلاطس..
لذلك
نعتبر أن الهروب ليس هدفاً و لا الثبات..
الهدف
هو إتمام الرسالة..
إذا
كان إتمام رسالتك في الحياة يتطلب هرباً.. هيا اهرب..
و
إذا كان إتمامها يتطلب ثباتاً.. إذن قف و اثبت..
الأنبا
انطونيوس طلب الشهادة وقتما كانت الشهادة خالصة واضحة بلا عبث.. و لم ينلها..
في
زمننا.. لرأينا تعرية الرجل المسن في بلدته قمن العروس نتيجة إشاعة و كذب..
عندي
الكثير أود قوله و لكني أتحفظ حتى لا اخرج عن الإطار..
لذلك
من الضروري البدء في تنظيم فكرة وجود وطن قومي للأقباط..
و
تغذية الوعي القبطي بالمقولة الخالدة:
احنا
لينا ايه هنا؟!