كَوني جَداً!!
منذ سنوات طويلة قاموا بدعوتي لأشارك في بناء الملكوت!!..
نعم!!..
أشارك في بناء ملكوت السماوات!!..
لا أقول باني غير مستحق.. و ماستاهلش.. و الأقوال المتشابهة..
الحقيقة أني كنت من فئة اللا موجودين..
المجموعة التي أشار اليها القديس بولس الرسول.. غير الموجود..
هكذا.. كنتُ غير موجوداً.. و مندهشاً و مستنكراً للدعوة.. و متوقعا بضرورة أن يرفض المسئولون وقتها إتمام الأمر..
لان هذا منطقي..
و بديهي..
تمت دعوتي.. و استمرت..
الشمعة منطفئة.. و لا تشتعل من ذاتها أبدا.. لابد من يوقدها.. المهم أنها شمعة..
استمرت السنوات و نُمَات كل النهار بشوق..
صرت أباً بالروح في عشرينياتي!!..
و كان هذا يبدو مقبولا.. نوعا..
إلا انه في صيف 2002 بدأت في التمهيد ليصير الأبناء أباءا بالجسد..
كانوا صغاراً.. على وشك التخرج.. بحياة عملية مبهمة..
كان الهدف وقتها هو نقل التدبير من إطار المجمع الشبابي إلى مجمع أُسَري..
أُسَر.. بيوت.. منازل.. كيانات.. خلايا..
ليس مجرد أفراد..
مُستَهَنين بحداثتهم..
كانت عملية تطوير التدبير ضرورية جدا للارتقاء بالنوعية البشرية..
كانت الجدية و الإصرار و المتابعة و الاستدراج و الإقحام و دومينو المجتمع وغيرها من الأدوات الإنسانية تحت غطاء سماوي قوي.. هي التي مكنت من الوصول بالفعل إلى منازل أُسرية لها ثمار.. و منظر.. للعالم..
و الملائكة..
و الشياطين..
حتى أن أثناء هذا التطوير.. حدث امتداد نوعي لأبناء من خارج الإطار المكاني.. و كان الهدف اطمئنان و استقرار إنساني بحت..
المفاجأة هنا..
انه مع الوقت و ظهور بشائر ايجابية.. تحول الموضوع في الأعماق إلى حَما!!..
يهتم بالأبناء و البنات.. الله يعلم..
و شارَكَت مهنتي في كل ذلك..
و تطور الضغط العاطفي و الدموع المكتومة إلى أحفاد جسديين..
و آخرين روحيين بتلقائية نمو الخدمة.. خورس بعد خورس..
و جدو في الأربعين!!..
لم يطأها بعد..
الأربعين..
اَذهب مضغوطاً.. أشارك مضغوطاً.. و أراهم مضغوطاً..
حسنا أن الأشواك موجودة..
حسنا أن نعمته تكفينا..
من كان يدري أن غير الموجود يصير جَداً!!..
بلا مانع.. و لا عائق.. و من جيل إلى جيل..
يظل التاريخ الحي المتحرك يقول حتى و هو ساكت..
يجعلونني أُحيي ثمارهم..
غير الموجود يلقي التحية على الثمار النقية..
المنازل..
البيوت..
حسنا..
هذا كثير جدا.. و فيض غامر من احترام و خيرات و ملحمة..
يا لها من معجزة إنسانية عبر السنوات..
غير الموجود..
صار جَداً..
بالروح..