Friday, May 18, 2012

الهوية الدينية و الهوية الوطنية


الهوية الدينية و الهوية الوطنية

يتشكل وجدان الإنسان من مجموعة من العناصر التي تتجمع سوياً لتقوم بتشكيل ما نطلق عليه:
الهوية.
و الهوية تختلف من شخص لآخر..
و تتوافق كذلك من شخص لآخر..
و يتجمع أصحاب الهويات المتآلفة لتتشكل المجموعة و الجماعات..
و الجماعات متآلفة الهوية يكون أفرادها من الذين تتشابه معظم عناصر تشكيل الهوية..
و ليس بالضرورة كل العناصر..
و في النهاية تصل الإنسانية إلى مجموعات العمل و مجموعات تشجيع الفريق الكروي حتى الجماعة الوطنية و تكوين الدولة..
من الممكن أن تجد هويتك الكروية تتوافق مع الكثيرين و لكنها لا تتوافق معهم في عناصر أخرى للهوية..
و كذلك في جهة عملك..
هنا يظهر مفهوم الصالح العام الذي يقود إلى إعلاء الهوية المشتركة أكثر من العناصر غير المشتركة..
و يقولون عن هذا الإعلاء في دول العالم الأول أنه..
الإحتراف.
ليكن..
تُوصف الشعوب الشرقية بأنها متدينة..
يصف المصريون أنفسهم و يوصفون من قِبَل الكثيرين بأنهم متدينون..
و الهوية المصرية تتكون من عناصر عديدة..
و يتغلغل الدين داخل الوجدان المصري و يصبغ خارجه..
و نرى ما يمكن أن نصف تصرفات المصريين تجاه ما يبدو تعارض بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية..
و لا ننكر أنه قد يحدث تعارض..
فالكثيرون من المسيحيين يستنكرون أن يقوم أحد المواطنين المسيحيين بتأييد و تدعيم مرشح حزب الحرية و العدالة في انتخابات الرئاسة..
فما بالك إن أعلن أحد القساوسة ذات التأييد..
هنا تختلط أولويات الهوية الدينية و الهوية الوطنية..
الأسلوب الاحترافي يجعل الهوية الوطنية في الموقع الأهم..
لا ادعُ صراحة إلى ممارسة الأسلوب الاحترافي..
و لكنني أدعو إلى عدم استنكار هذا الأسلوب من قِبَل من لا يمارسونه..
مثال توضيحي:
من يؤيد عدم مصافحة رياضي مصري لرياضي إسرائيلي في بطولة رياضية..
التأييد كان لإعلاء الهوية العربية فوق الهوية الوطنية..
و من يستنكر هذا الفِعْل يدعو إلى إعلاء الهوية الوطنية فوق الهوية العربية..
على آية حال..

إن رأيتَ من يقوم بوضع هويته الوطنية فوق سائر عناصر هوياته لا ترفضه.. و لا تستنكر أفعاله..
و أضيف حتى تتضح الصورة..
إن رأيتَ من يقوم بوضع هويته الوطنية في الموضع ليس الأعلى بين سائر عناصر هوياته.. آيضاً لا ترفضه.. و لا تستنكر أفعاله..
مجرد قليل من التَفهُّم..
و الاحتواء..
و السياسة..