Tuesday, July 17, 2018

و مناقشتهم


و هنا أقف وقفة بسيطة لكي أقول لكم .. حكيت لكم عن ما أرسلته أمريكا في الورقة الأولي ثم الورقة الثانية ومن جانب إسرائيل نلاحظ أنه بيتلقوا هذه الأمور بنوع من العصبية والهستيرية لماذا ؟ 
لأننا نقلنا فعلا كل عوامل التمزق وكل ما كنا نعانيه قبل معركة أكتوبر نقلناه بعد معركة أكتوبر إلي إسرائيل لدرجة .. كنت أتحدث إلي بعض الصحفيين في الطائرة في عودتي من الرحلة الأخيرة وكنت أحكي لهم عن تاريخ الخطوات لعقد مؤتمر جنيف من ضمن هذه الخطوات انه لما كان فانس يزورنا هنا في الصيف الماضي اقترحت تكوين لجنة عمل حكيت هذا الأمر انه اقترحت وقت الصيف بعد ذلك سافر فانس ورجع و..و..و.. ولم يكن هذا اقتراح أتقدم بيه علي الإطلاق أنا .. أبدا .. ولكن إخواننا الصحفيين فهموا أن ده يمكن يكون اقتراح قاموا خرجوا بيه .. إسرائيل في الحال الهستيرية والعصبية ومجلس الوزراء الإسرائيلي يجتمع ويدرس اقتراح السادات و..و..و.. وبعدين بعد ساعات طلع لهم انه ما فيش اقتراح ولا حاجة إطلاقا ده أنا باحكي تاريخ قديم بقاله ست شهور و مفيش اقتراحات جديدة بتوري نوع من العصبية لدي الإسرائيليين .
أنا حكيت هنا ..كان هنري كيسنجر ونحن نتفاوض علي فض الاشتباك الثاني في سبتمبر ٧٥ يسافر من تل ابيب إلي الإسكندرية حيث كنت موجود و بيلتقي بيَّ عشان تغيير كلمة أو شكلة أو حرف أو جملة لدرجة انه في مرة من هذه المرات قلت له شئ عجيب هذا الكلام لا يساوي ثمن الوقود اللي أنت بتستهلكه من تل أبيب إلي أسكندرية لكن هذا هو شأن الإسرائيليين هو شأنهم
سمعتموني الآن باقول نحن لا نحفل أبدا بكل الأساليب الإجرائية وأقولها صريحة أمامكم لشعبنا وللأمة العربية وللعالم أجمع نحن مستعدون للذهاب إلي جنيف والجلوس من أجل قضية السلام بغض النظر عن كل تلك الدعاوى الإجرائية التي تتمسح بها إسرائيل وتريد أن تضيع علينا الفرصة أو تثير أعصابنا لكي نقول كما كنا نقول في الماضي لا نريد ولا نذهب وتخرج هي إلي العالم بأنها داعية سلام! أبدا، أي عملية إجرائية أنا موافق عليها ليه؟ في النهاية لما نروح جنيف عندما نذهب إلي جنيف لن تستطيع إسرائيل أن تمنعني من أن أتمسك بالأرض المحتلة بعد ٦٧ الأرض العربية ، لن تستطيع اسرائيل ولا أي قوة تمنعني أن أطالب بالحقوق المشروعة وحق تقرير المصير وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم هذا هو ما تريد إسرائيل أن تتجنبه بمحاولة اللعب عن طريق عملية الإجراءات بزيادة كلمة أو نقص كلمة أو إعلان يصدر عن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي و بيحاولوا بيه أن يثيروا الأمة العربية مثلما كانوا يفعلوا في الماضي .. تنهار الأعصاب،  البعض تصيبه التشنجات وتخرج وتقول لا نريد أن نذهب إلي جنيف .. لا أبدا .. أنا أمامكم وأمام شعبنا وأمام الأمة العربية لا تهمني العمليات الإجرائية علي الإطلاق فلتكن الإجراءات وليكن انفعال وهيسترية إسرائيل ما تكون ، أنا ذاهب إلي جنيف وكما قلت لن تستطيع إسرائيل ولا قوي العالم مجتمعة أن تثنيني عن ما أريد .. الأرض العربية في ٦٧ حقوق شعب فلسطين وحقه في قيام دولته ما دامت هذه هي قناعتي التي تخشي جنيف هي إسرائيل ، لا يجب أن يخشى جنيف أي عربي أبدا . ليه؟ لأن احنا صدرنا - كما قلت - صدرنا التمزق صدرنا الخوف صدرنا الانهزامية صدرنا الشك والريبة كل اللي كنا بنعيشه صدرناه إلي المجتمع الإسرائيلي ففيما نعيده إلي أنفسنا ثاني ليه ؟ .. أبدا أنا جاهز للذهاب إلي جنيف.
بل لا أخفيكم وأنتم ممثلو الشعب، و على مسمع من شعبنا، و على مسمع من أمتنا العربية، سمعتموني أقول إنني مستعد أن أسافر إلي آخر هذا العالم إذا كان هذا ما يحمي أن يُجرح مش أن يُقتل، أن يُجرح عسكري أو ضابط من أولادي، أنا أقول فعلا مستعد أن أذهب إلي آخر هذا العالم، و ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم أنني مستعد أن أذهب إلي بيتهم، إلي الكنيست ذاته، و مناقشتهم.