Sunday, October 30, 2016

سيدة السلام





 صولجان السلام

دراسة من ورقتين حول الحرب و السلام
 في عهد الرئيس السادات.

الورقة الأولى : صولجان الفرعون
و الورقة الثانية: سيدة السلام.

سيدة السلام
و أؤمن بتجلي السيدة العذراء مريم بقباب كنيستها التي تحمل اسمها بضاحية الزيتون بالقاهرة..
بدأت عمليات التجلي في الثاني من ابريل عام 1968..
و استمرت فترات طويلة..
ربما لا يتوافق ذلك مع فكرة تطويب إيمان من لا يرى..
لكن من الواضح أن رسالة هامة و تدبير فائق تعتزم سيدة السلام أن تضطلع بهما..
في ذلك الزمن كان إدراك الناس للأمور التي تحدث بعيدة عنهم يأخذ وقتاً طويلاً..
لأن نقل الأحداث و الحروب كان يلزم له وقتاً طويلاً..
و طفرة الإعلام الحربي و سرعة نقل الأحداث بدأت مع حرب قوات التحالف لتحرير الكويت من الغزو العراقي يناير 1991..
الهزيمة العسكرية لمصر يونيو 1967 لم يدركها الناس في حينها..
احتاج الأمر شهوراً طويلة حتى مارس 1968 حيث مظاهرات الجامعيين احتجاجاً على الهزيمة..
عودة الجنود المصريين من سيناء و حكاوى الرعب و العار كانت في حاجة إلى وقت من ذلك الزمن..
و بدأ الاكتئاب الثقيل الثقيل على ارض مصر..
الاكتئاب الذي لم يسبق له مثيل إلا بعد فاجعة قتل أبناء المصريين قبل خروج بني الأسباط من مصر..
فجاءت سيدة السلام الى ضاحية الزيتون لتعطي بشارة السلام الى المصريين..
و الزيتون هو السلام في الأبجديات المسيحية..
كانت سيدة السلام قد قررت أن تضع إطاراً سلمياً نهائياً بين أقربائها من عائلتها الكبيرة بني الأسباط..
و بين المصريين..
سيدة السلام التي زارت مصر قديماً و نالت ما نالت من رفض تارة و من ترحيب تارة أخرى قررت أن تصنع السلام..
هذه الزيارة للعائلة المقدسة التي في إطار تخفيف الغضب السمائي ضد المصريين لاستعباد أجدادهم لبني الأسباط..
مجرد تخفيف و ليس إزالة..
مصر لا يحكمها المصريون..
و كذلك في إطار أن يسير ابن الله في ذات الطريق الذي سار فيه أجداده منذ السيد إبراهيم و حتى السيد موسى..
طريق مصر..
و نميل إلى أن قرار سيدة السلام لم يكن متماشياً مع صانع القرار في تحويل الماء لخمر..
لاعتبارات كثيرة و واضحة أهمها استمرار الغضب على المصريين و وجود البركة الخاصة على بني الأسباط و وجوب إثمار شجرة التين..
إلا أن سيدة السلام تَعْلَم قدرها جيداً عند صانع القرار و استطاعت الوصول لصيغة توافقية من شأنها الحفاظ على الخط العام للأحداث و كذلك إزالة الاكتئاب الثاني من المصريين..
و صناعة السلام المقترن بحفظ الحقوق..
بل أن الدفع برئيس العبور ذي الدماء نصف المصرية إلى الرئاسة كان أرقى حالات الرضا من صانع القرار تجاه المصريين..
إذ أن مصر لا يحكمها المصريون منذ الفراعنة..
حالة الاستعباد المضاد..
استعباد قد يكون جوهريا أحياناً في حالات الاحتلال و قد يكون شكلياً في غير حالات الاحتلال الفعلي كحالة خلط الدماء..
بدأت اتجاه السلام في 4 فبراير 1971..
تم رفضها بصلف و غطرسة مما دفع صانع القرار إلى الاعتماد النهائي لخطة سيدة السلام..
و كانت عملية السبت 6 أكتوبر 1973 و كلمة الفرعون الجديد ذي الدماء نصف المصرية الثلاثاء 16 أكتوبر و التي أكَّد فيها أن السلام جزء من أهداف الحرب..
السلام و استعادة سيناء..
أكتوبر معجزة فائقة..
و سلام منتجع الملك داود معجزة فائقة..
بطلتهما سيدة السلام ابنة داود التي أزاحت ثقل الاكتئاب الثاني بعطف فائق قد لا يكون من حق المصريين..
و بالتأكيد..
الشكر و الامتنان موصولان لسيدة السلام..
الملكة القديرة العذراء مريم..