بينكي
من مجموعة حواديت الباشحكيم
قصص يقراها المربون ثم يحكوها باسلوبهم للاطفال
يُحكى ان الطفل ساني مثل بقية الاطفال كان يحب اللعب بالاشياء كثيراُ.. كان ساني مطيعا و هادئا.. و كان يسعد بالوقت الذي يلعب فيه.. و فجأة..
"هي هي هيييييييي.. وييييي... ويييييييييي.."
كان ساني يبكي.. و يبكي..
اتت والدته مسرعة لتطمئن عليه.. و قالت:
"لماذا تبكي يا ساني؟!.. ماذا حدث؟!.."
قال ساني وسط دموعه:
"اصبعى الصغير في يدي اليمني يؤلمني.. لقد ارتطم باللعبة بطريقة خاطئة.."
اخذت الوالدة يده لتطمئن عليها و احتاج الأمر بعض الوقت حتى يهدأ الألم.. ثم قال ساني لوالدته متسائلا:
"يا امي.. ان اصابعى الاخرى حين تتعرض لموقف مماثل لا تؤلمني مثلما تألمت بسبب اصبعي الصغير.. هل لاحظتي ذلك؟!.."
ابتسمت الأم وسط قلقها ثم قالت لابنها:
"ملحوظة ذكية.. و ساحكي لك حدوتة لتعرف السبب.."
قال ساني في سعادة:
"احب حواديتك يا امي.. هيا احكي الحدوتة.."
قالت الوالدة:
(حدث ذات يوم ان تشاجرت اصابع اليد كلها مع الاصبع الصغير و قال الانديكس - السبابة - في حدة:
" اعزائي الاصابع.. انني لن اصمت على هذا الوضع بعد الآن.. ان الانسان الذي يتحرك بنا و يتعامل بواسطتنا مع كل الاشياء لا يهتم بي ابدا.. انني وسيلته في الاشارة.. و اساعده في تمييز الامور.. و حين تعرضت لالم و تعب لم يهتم بي.. بل ساعدني بشكل سريع و عاجل و اجبرني على العودة لخدمته دون ان اتعافى بالكامل.."
قال الميدل فينجر – الاصبع الوسطى - في يأس:
"هذا هو اسلوبه ايضا معي.. انني عندما اتعب من طريقة مسكه بالقلم و تأتي بعض الاحبار علىّ لا يسرع لتنظيفها.. و حينما ارتطم سن القلم الرصاص بي توقف قليلا عن العمل ثم عاد الى القلم و انا اتوجع من الألم.."
تثاءب الرينج فينجر – البنصر – في ضجر و قال:
"حاولت مرارا ان يفهم انني اعاني من احتباس الدم بسبب الخاتم الذي يطوقني به.. و حتى قبل ان يطوقني بالخاتم كان اسلوبه في الكتابة يجعلني اتألم من ضغط الورقة.. و كلكم يتذكر اثناء تعرضي لاشتباه بشرخ.. اعطاني دهانا مُسكناُ.. و اعادني للعمل فوراً!!.."
تثاءب الثامب – الابهام – و قال:
"مهما كانت مشاكلكم.. فانها لا تُقارن بما يحدث معي.. هو يتعامل معي انني الأهم.. و المحتوِي لكم جميعا.. و على الرغم من ادراكه لأهميتي فانه يعالجني بشمل سريع و بدون اتقان.. هذا اسلوبه معنا جميعا.."
قال الانديكس بعصبية كعادته:
"لا يا عزيزي الثامب.. لا.. ليس معنا جميعاً.. نحن نعلم من هو المتميز هنا.."
نظر الرينج فينجر الى جاره البينكي – الخنصر – و قال بمكر:
"معك حق يا صديقي الانديكس.. معنا الصغير المدلل.. اليس كذلك يا بينكي.. ام ادعوك يا بيبي؟!.."
قال البينكي في براءة:
"اعترف انه يدللني.. و يهتم بي جداً.. حينما اتعرض لاي اصابة فانه لا يفعل شيئا.. و يريحني.. و لا يهدأ الا حينما اتعافى.."
تساءل الميدل فينجر في غيظ مكتوم:
"هل تحاول ان تستفزنا ايها الصغير؟!.."
اجاب البينكي في براءة كعادته:
"لا.. ابداً.. انا اريدكم ان تفهموا شيئا واحدا.. انني بلا اهمية.. انا اصغركم.. و بلا فائدة حقيقية.."
نظرت الاصابع بعضها لبعض في دهشة.. و استطرد البينكي بقوله:
"كل منكم له دور مهم.. احتواء اليد.. التمييز.. القدرة على الكتابة.. التحكم في المسك بالاشياء.. اما انا فيمكن الاستغناء عني تماما.. لذلك هو يحتاج اليكم و الى كل منكم لانجاز حياته و اعماله في سلاسة.. لذلك يضغط عليكم.. خاصة و ان احساسكم بالالم اقل مني بكثير.. ام انا احساسي بالالم كبير لأنه يكاد لا يحتاجني.."
قال الثامب في حكمة كعادته:
"عزيزي البينكي.. لقد فهمنا وجهة نظرك اننا نتحمل الالم اكثر منك لان دورنا اعمق من دورك.. اليس كذلك؟!.."
اجابوا جميعا:
"بلى.. تمام.."
قال الثامب:
"لذلك نحن مقتنعون بوجهة نظرك.. و سنشارك في تدليلك.. هل انت مرتاح ايها الصغير.. ام انك تعاني من شئ ما؟!.."
و ضحكوا جميعاً..)
ابتسمت الأم و قالت لساني:
"ما رأيك يا عزيزي؟!"
قال ساني في شقاوة:
"امي.. هل تحبين اصبعك الصغير اكثر مني؟!.."
و ضحكت الأم و ابنها ساني..