Wednesday, October 12, 2016

رسالة إلى ملاكي الحارس




رسالة إلى ملاكي الحارس!
سماحة السيد جزيل الاحترام / ملاكي الحارس.
تحية طيبة و تقدير،
أود أن اعتذر عن تأخيري الشديد في كتابة رسالتي إلي سماحتك..
إذ أنني كنتُ أود منذ وقت طويل طويل أن اكتب إلي سماحتك..
لأُعرِبَ عن مشاعري الجياشة و المتلاطمة في أعماقي تجاه سماحتك..
تجاه أفضالك الجزيلة علىَّ..
أكتب إليك و خجلي يكتنفني من أسلوبك الراقي المهذب معي..
إذ انه لا يخفى عليك نظرتي غير الايجابية تجاه مجمع الملائكة..
و لا يخفى عليك كذلك أحداث و مواقف كثيرة كنتَ أيها السيد شاهداً عليها..
و هي أمور غير طيبة و لم يكن ينبغي لسماحتك أن تشهدها..
تجاهلتُك فيها و كأنك غير موجود و آسف لذلك..
و أمور أخرى جيدة جعلتني فيها انعكاساً لروح الله القدوس..
الآن لا اعلم ماذا أقول..
لا ازعم أنني أستطيع دوماً الإفراز بين مناخس الضمير و تهذيبات الروح القدس و رفرفة أجنحتك..
إلا أنني متيقن من تمييزي لأحايين كثيرة لهذه الرفرفة الرائقة و إرشاداتك الرقيقة خاصة في أوقات معينة أثناء خدمتي شماس بالكنيسة..
أؤكد انك محترف _ ان جاز التعبير _ في مجال خدمة التسبيح الكنسي و الشماسية..
بل و تلذذك بنبرات صوتي الأجش الذي لستُ اعلم السبب في كونه يروق لك خاصة مع استخدامي غير السليم المتكرر لحنجرتي  اثناء التسابيح..
إلا أن تشجيعك هذا يجدد الثقة و الانطلاق..
أنقذتني كثيراً كثيراً أيها السيد..
و أخجلتُك مراراً..
حتى أنني اعتقدتُ في مواقف كثيرة انك ربما ترسل خطاب تقاعد الى رئيسك المباشر لاعفائك من عملك حارساً و مرافقاً لي!!..
أو على الأقل خطاب إبدالي بشخص آخر!!..
و لكنك لم تفعل بل و لم تفكر أن تفعل..
إخلاصك لحياتي الصاخبة و تركيبتي المختلفة يجعلني و بالفعل أسعى جاهداً لنيل رضاك..
ليس لكونك فقط شفيع فوق العادة..
و لكن لكونك شاهداً فوق العادة..
اعلم انك ستكون أول من أراه عند السَكَرات..
و أول من سيدلني انطباع وجهه على مصيري..
وجودك و إصرارك أيها السيد يعطيانني الأمل و الدافع و الرجاء لاستمرار الثبات في المعارك الطاحنة..
حقاً كلماتي يرافقها الارتباك الآن..
أجدد تقديري و عهدي و احترامي لسماحتك أيها السيد الكريم المهذب فائق الرقة..
و أرجو أن تظل كما كنت دوما حامياً و مرشداً..
و أهنئك بالعيد السنوي لسماحتك في الثامن و العشرين من اغسطس يوم عمادي..
ارجو قبول تحياتي المتجددة..
توقيع/
الإنسان الذي تحرسه.