Monday, February 21, 2011

Pinky.




Pinky

بينكي

من مجموعة حواديت الباشحكيم

قصص يقراها المربون ثم يحكوها باسلوبهم للاطفال


يُحكى ان الطفل ساني مثل بقية الاطفال كان يحب اللعب بالاشياء كثيراُ.. كان ساني مطيعا و هادئا.. و كان يسعد بالوقت الذي يلعب فيه.. و فجأة..

"هي هي هيييييييي.. وييييي... ويييييييييي.."

كان ساني يبكي.. و يبكي..

اتت والدته مسرعة لتطمئن عليه.. و قالت:

"لماذا تبكي يا ساني؟!.. ماذا حدث؟!.."

قال ساني وسط دموعه:

"اصبعى الصغير في يدي اليمني يؤلمني.. لقد ارتطم باللعبة بطريقة خاطئة.."

اخذت الوالدة يده لتطمئن عليها و احتاج الأمر بعض الوقت حتى يهدأ الألم.. ثم قال ساني لوالدته متسائلا:

"يا امي.. ان اصابعى الاخرى حين تتعرض لموقف مماثل لا تؤلمني مثلما تألمت بسبب اصبعي الصغير.. هل لاحظتي ذلك؟!.."

ابتسمت الأم وسط قلقها ثم قالت لابنها:

"ملحوظة ذكية.. و ساحكي لك حدوتة لتعرف السبب.."

قال ساني في سعادة:

"احب حواديتك يا امي.. هيا احكي الحدوتة.."

قالت الوالدة:

(حدث ذات يوم ان تشاجرت اصابع اليد كلها مع الاصبع الصغير و قال الانديكس - السبابة - في حدة:

" اعزائي الاصابع.. انني لن اصمت على هذا الوضع بعد الآن.. ان الانسان الذي يتحرك بنا و يتعامل بواسطتنا مع كل الاشياء لا يهتم بي ابدا.. انني وسيلته في الاشارة.. و اساعده في تمييز الامور.. و حين تعرضت لالم و تعب لم يهتم بي.. بل ساعدني بشكل سريع و عاجل و اجبرني على العودة لخدمته دون ان اتعافى بالكامل.."

قال الميدل فينجر – الاصبع الوسطى - في يأس:

"هذا هو اسلوبه ايضا معي.. انني عندما اتعب من طريقة مسكه بالقلم و تأتي بعض الاحبار علىّ لا يسرع لتنظيفها.. و حينما ارتطم سن القلم الرصاص بي توقف قليلا عن العمل ثم عاد الى القلم و انا اتوجع من الألم.."

تثاءب الرينج فينجر – البنصر – في ضجر و قال:

"حاولت مرارا ان يفهم انني اعاني من احتباس الدم بسبب الخاتم الذي يطوقني به.. و حتى قبل ان يطوقني بالخاتم كان اسلوبه في الكتابة يجعلني اتألم من ضغط الورقة.. و كلكم يتذكر اثناء تعرضي لاشتباه بشرخ.. اعطاني دهانا مُسكناُ.. و اعادني للعمل فوراً!!.."

تثاءب الثامب – الابهام – و قال:

"مهما كانت مشاكلكم.. فانها لا تُقارن بما يحدث معي.. هو يتعامل معي انني الأهم.. و المحتوِي لكم جميعا.. و على الرغم من ادراكه لأهميتي فانه يعالجني بشمل سريع و بدون اتقان.. هذا اسلوبه معنا جميعا.."

قال الانديكس بعصبية كعادته:

"لا يا عزيزي الثامب.. لا.. ليس معنا جميعاً.. نحن نعلم من هو المتميز هنا.."

نظر الرينج فينجر الى جاره البينكي – الخنصر – و قال بمكر:

"معك حق يا صديقي الانديكس.. معنا الصغير المدلل.. اليس كذلك يا بينكي.. ام ادعوك يا بيبي؟!.."

قال البينكي في براءة:

"اعترف انه يدللني.. و يهتم بي جداً.. حينما اتعرض لاي اصابة فانه لا يفعل شيئا.. و يريحني.. و لا يهدأ الا حينما اتعافى.."

تساءل الميدل فينجر في غيظ مكتوم:

"هل تحاول ان تستفزنا ايها الصغير؟!.."

اجاب البينكي في براءة كعادته:

"لا.. ابداً.. انا اريدكم ان تفهموا شيئا واحدا.. انني بلا اهمية.. انا اصغركم.. و بلا فائدة حقيقية.."

نظرت الاصابع بعضها لبعض في دهشة.. و استطرد البينكي بقوله:

"كل منكم له دور مهم.. احتواء اليد.. التمييز.. القدرة على الكتابة.. التحكم في المسك بالاشياء.. اما انا فيمكن الاستغناء عني تماما.. لذلك هو يحتاج اليكم و الى كل منكم لانجاز حياته و اعماله في سلاسة.. لذلك يضغط عليكم.. خاصة و ان احساسكم بالالم اقل مني بكثير.. ام انا احساسي بالالم كبير لأنه يكاد لا يحتاجني.."

قال الثامب في حكمة كعادته:

"عزيزي البينكي.. لقد فهمنا وجهة نظرك اننا نتحمل الالم اكثر منك لان دورنا اعمق من دورك.. اليس كذلك؟!.."

اجابوا جميعا:

"بلى.. تمام.."

قال الثامب:

"لذلك نحن مقتنعون بوجهة نظرك.. و سنشارك في تدليلك.. هل انت مرتاح ايها الصغير.. ام انك تعاني من شئ ما؟!.."

و ضحكوا جميعاً..)

ابتسمت الأم و قالت لساني:

"ما رأيك يا عزيزي؟!"

قال ساني في شقاوة:

"امي.. هل تحبين اصبعك الصغير اكثر مني؟!.."

و ضحكت الأم و ابنها ساني..