Friday, February 18, 2011

Late Rain.



Late Rain.
الأمطار المتأخرة

من مجموعة: حواديت الباشحكيم.قصص يقرأها المربون ثم يحكوها بأسلوبهم للأطفال

يُحكى انه كانت توجد غابة بها حيوانات عديدة متعاونة و سعيدة و نباتات و اشجار كثيفة و جميلة و كان يحكمها اسد عجوز حكيم و محبوب و معه مجموعته الاستشارية القوية و كان الأسد العجوز عاقلا و رشيدا ,الا انه كان يعاني دوما من شوكة مؤلمة خلف رقبته و كانت تؤلمه الما خفيفا و حاول اصدقاؤه مساعدته في نزعها الا انهم لم ينجحوا..
كان اهل الغابة يحبون ملكهم العجوز و يشفقون عليه في مرضه من الم الشوكة المزمنة التي رافقته سنوات طويلة دون ان يبدي تذمرا..
الا ان الكثيرين من اهل الغابة كانوا يرون في هذه المسالة وسيلة جيدة حتى لا يتكبر الملك و يصير جبارا.. و حتى يشعر بالألم مثل أي كائن..
مرت الايام مرورها حتي حدث في صباح احدى الايام ان اتى الى الملك العجوز مجموعة من الحيوانات..
قالت الغزالة بقلق:
"تحية لك يا ملك الغابة.. ان السماء تأخرت كثيرا في المطر.. و النباتات و الاشجار عطشانة.. و نحن ايضا لا نجد الماء في البِركة الصغيرة.."
قفز القرد و تشقلب و قال:
"يا سيدي الاسد.. انا اريد ان اشرب.. و الارنب يضايقني.."
اسرع الارنب يجري نحو الاسد و قال:
"لا يا سيدي الملك.. انت تعلم ان جميع القردة شقية.. و يريد ان يسبقني في الشكوى اليك.."
قال النمر:
"يجب ان نجد حلا.. و سريعا.."
استمع الاسد جيدا لما قالوه.. لم يشعر بالمفاجأة.. الامطار تأخرت كثيرا هذا العام.. و كان يصلي لهذا الامر.. كانت الآم ظهره تمنعه من النشاط.. و قال الاسد:
"احبائي.. اعلم هذه المشكلة.. الامطار تأخرت كثيرا هذا العام.. ارجو ان تتركوني ساعة واحدة.. اصلي و افكر.."
كان الاسد يتألم باستمرار من الشوكة.. صحيح ليست الآم مبرحة او غير محتملة.. الا انه كان يعلم ان هذه الآلام لصالحه حتى يستمر في الحنو على رعيته..
فكر الملك كثيرا.. ليست هذه اول مرة يفكر في موضوع الامطار.. و لكن خطته كانت تتطلب ان يشعر اهل الغابة بضراوة المشكلة حتى يقبلوا تنفيذ خطته الشاقة و..
كانت افكاره تهطل على ذهنه في سرحانه و خلوته مثل الامطار الشتوية الرائعة.. الا ان الحيوانات قاطعته فجاة و صرخت الزرافة:
"سيدي الملك.. ماذا نفعل؟!.."
قال الملك بهدوء:
"عندي خطة للموقف.. و لكنها شاقة.. هل ستطيعونني؟!.."
قال الفهد بسرعة:
"نعم.. نعم.. لا يوجد بديل.."
قال الاسد:
"ان البِركة لا تكفينا.. و لكنها تتصل بالنهر البعيد عن طريق ممر مائي ضيق.. انا اعلم انه جاف الآن.. و خطتي لحل هذه المشكلة تعتمد على حل سريع للأزمة و حل آخر على المدى البعيد.."
نظر اليه الجميع باهتمام.. كان سعيدا بانصاتهم.. قال و الآم ظهره تعاوده:
"ستذهب الحيوانات السريعة مثل الغزلان و الارانب و القرود و آيضا الطيور الى النهر و معهم كل مايلزم من ادوات لحمل ماء من النهر و يبدأون في ري الاشجار و النباتات و كبار السن من الحيوانات.."
توقف برهة ثم استطر آمراً:
"اما الحيوانات الكبيرة و القوية مثل الافيال و النمور و الفهود و غيرها ستقوم بتوسيع للممر الواصل من النهر الى بِركتنا الصغيرة و حفر جدول مائي واسع لتوصيل النهر بالبِركة.. و بذلك تتواجد المياه عندنا طوال العام.."
رانت لحظات من الصمت حتى يستوعب الجميع ماقاله ملكهم.. ثم هتفت الزرافة:
"يحيا الملك.. يحيا الاسد الحكيم.."
رفع الجميع نظرهم اليها و قالوا جميعاً:
"يحيا الملك.. يحيا الملك.."
و اندفع الجميع بنظام.. ذهبت الارانب و القردة و الحيوانات السريعة الى النهر البعيد.. و عادوا على مراحل حاملين الماء و بدأوا في ري النباتات و الاشجار بسعادة.. و بدأ المسنون من الحيوانات يشربون.. ذهبت الحيوانات الصغيرة و جاءت اكثر من مرة.. و بدأت الأفيال و الحيوانات الكبيرة القوية في توسيع الممر المائي.. كان العمل شاقا لأن النهر بعيد.. الا ان الخطة المحكمة و البشائر الجيدة كانت تسعدهم..
انتهى الجدول الواسع و اتت ماء النهر و ملأت البِركة و فرحوا جميعها و فجأة..
بررر.. بررررررررررررر......
كان صوت الرعد.. و ابرقت السماء.. و هطلت الأمطار اخيرا..
ازداد فرحهم جدا.. كانوا سعداء بالامطار و ايضا لتزامن الحل قصير المدى مع الحل طويل المدى للازمة المائية.. و شعر الملك بسعادة لتأخير الامطار هذا العام.. لأن لولا هذا التأخير لما تم توسيع الممر ليصير جدولا يسع كميات اكبر من ماء النهر.. و لما ازداد ارتباط و تلاحم رعيته من الحيوانات..
حيوانات الغابة..