Wednesday, August 17, 2011

تاكسي


http://www.slideshare.net/sawwaf/ss-8883584

"كنت مبتسماً و قلبي يبكي..إنها المرة الأخيرة..تُري هل سأكون بالنسبة لهم جزءاً سعيداً من الماضي؟! أم سأكون مجرد..!"

لستُ اعلم من أين ابدأ.. من البداية أم..

أم من النهاية؟!

لا تتعجبوا..انه موضوع تقليدي ترونه كل يوم..دون أن يشعر بقيمته احد..إنها قصتي مع مجموعة من الأطفال..

كنتُ اصطحبهم يومياً منذ أن كانوا في الحضانة و حتى نهاية المرحلة الابتدائية.. هذا هو كل الموضوع!!

لست اعلم كيف كانت سيارتي الصغيرة تسعهم؟!

كانت منازلهم متقاربة إلي حد كبير.. و كلهم كانوا من جيل واحد .. يكبرون أمامي يوماً بعد يوم..اعترف بأنني تغيرتُ كثيراً بعد أن اقترنت حياتي بهم..تغيرت إلي الأفضل.. كنتُ اصطحبهم يومياً حيث يتكدسون في السيارة الصغيرة.. اغني لهم.. و اردد جدول الضرب! و أقول بعض الأناشيد..و هم يصفقون في سعادة تملأ قلبي بهجة لم يعرفها دونهم..

و إذا مرض احدهم أكون في حالة يُرثي لها..و لا اهدأ إلا مع شفائه التام..حتى إن بعضهم كان يسعل في السيارة ليري رد فعلي و كيف سأبدي قلقي.. يا لشقاوتهم المُحببة لديّ!!

حقاً.. لقد أحببتهم جداً.. لستُ اعلم كيف أو لماذا.. هل لأنهم ملائكة؟.. أو انه شعور وراثي؟.. أم انه مجرد اهتمام بواجبي تجاههم؟..لستُ اعلم.. الله يعلم..

اذكر يوم أن تعطلت السيارة.. و قاموا بدفعها قليلاً حتى دارت ثانية وسط ضحكاتهم..و اذكر قلقي عليهم أيام امتحانات الشهادة.. و كيف كنتُ اطلب من الله لأجلهم.. و اذكر يوم أن خرجوا من أخر يوم في الامتحانات و كانوا يقفزون في سعادة.. و أحسست بما قال الشاعر..

أولادنا.. فلذات أكبادنا تمشي علي الأرض..

في هذا اليوم أوصلتهم إلي منازلهم لآخر مرة.. كنتُ مبتسماً و قلبي يبكي.. تُري..إنها المرة الأخيرة.. تُري .. ماذا يحدث بعدها؟!..ماذا سيقولون عني في المستقبل؟!..هل سينسونني؟ .. هل سأكون جزءاً سعيداً من الماضي؟.. أم سأكون مجرد قائد..

قائد تاكسي؟!..

تاكسي..