Tuesday, March 20, 2012

هدوءاً.. من فضلك







قنديل..

هدوءاً.. من فضلك..

يجب.. و معذرة للأسلوب الآمِر.. يجب أن تتعلم فوائد الهدوء في ممارسة الحياة..
الهدوء الذي تتعاظم فوائده و ضرورته و بشدة عند حدوث الأزمة..
أعقد الأزمات و أكثرها خطورة تعتمد إدارتها الرشيدة على الهدوء..
العصبية و الانفعالات هي أولى مؤشرات الفشل و استفحال الأزمة و خروجها عن السيطرة..
إياك.. و معذرة للأسلوب الآمِر.. إياك أن تنفعل و تتعصَّب عند حدوث أزمة..
إياك أن تفعل ذلك و تترك نفسك فريسة للحدة و الغضب الذي هو أي الغضب صديق للأزمات..
الانفعال يجعلك تفقد السيطرة على نفسك و على الأزمة..
الهدوء يجلب لك الصديق الوفي لإدارة الأزمة و هو:
الصبر..
لن تتعلم الصبر إن لم تكن هادئا بطبعك..
الهدوء يقودك إلى التفكير المنطقي الرتيب و إلى تنظيم أسلحتك و أدواتك لمجابهة الموقف..
و إدارة الأزمة..
الهدوء يُعوِّدك على الكتمان و عدم إظهار ما بداخلك من أفكار..
الهدوء يمنعك من الإعلان عن أسلوبك في إدارة الأزمة.. فقط ما ستسمح بإعلانه هو ما سيتم الإخبار به..
الهدوء.. خير كاتم لأسرارك..
الهدوء يؤدي لإحكام سيطرتك على الفريق المعاون لك في إدارة الأزمة..
الهدوء يثير غضب خصومك البشريين.. و غضبهم يقودهم للخطأ.. خطأهم يساعدك في إدارة أزمتك معهم..
الهدوء يؤدي و بالتبعية إلى هدوء الأقدار التي غضبت عليك و دفعت الأزمة إليك لتأخذ حقها منك.. هدوءك يؤدي إلى هدوئها..
هل تريد أن تفشل في إدارة الأزمة؟!.. اغضب.. و لا تهدأ..
هل تريد أن تتعلم أولى خطوات النجاح في إدارة الأزمة؟!.. كن هادئاً..
و هنا أتحدث عن الهدوء في استقبالك للأزمة و ترتيب أسلحتك و منطقية التفكير..
و لكن..
لا أريدك أن تسئ الفهم بأن الهدوء معناه هو البرود و الجمود..
أبداً..
الهدوء في استقبال الأزمة و إدارتها بعمق لا يتناقض مع " الغَلَيَان " الذي يجب أن يملأ كيانك و أنت تمارس إدارة الأزمة..
أنت هادئ و تدير أزمتك بكل حرارة و شجاعة و بسالة و رغبة في النصر..
أنت هادئ و تدير أزمتك بكل إصرار و طموح إنساني و إرادة في البقاء و الخروج الآمن السالم..
الغانم..
أنت هادئ و نيران الحماس تتأجج داخلك حتى تنجح في إدارة الأزمة و تحويلها إلى درس يتعلمه المجتمع المحيط بك الذي يعرف أزمتك و يتناقل ما فيها من دروس و عِبَر و يرتفع اسمك في هذا المجتمع..
أنت هادئ..
بايجابية..