Thursday, March 10, 2011

Lucky Diocletian.



Lucky Diocletian.

دقلديانوس المحظوظ

"يا حارس.. يا حارس.. أين أنت؟!.."

تصاعد الصوت الجهوري المبحوح وسط الظلام الرمادي غير الدامس و أسرع رجل يلبي السؤال قائلا:

"أمرك يا سيدي الإمبراطور!.."

قال الإمبراطور بلهجة منكسرة:

"ألا يمكنك إضاءة الأنوار أكثر من هذا؟!.. إنني أبصر الأشياء بصعوبة.. و المشعلات المتراقصة لا تريحني.."

قال الحارس في شجاعة:

"هذا هو المتاح يا سيدي دقلديانوس.. لا يمكن توفير أكثر من هذه الإضاءة.."

قال دقلديانوس في عظمة:

"كيف تجيبني هكذا؟!.. انا الإمبراطور.. هل نسيت؟!.. يجب أن تزيد الإضاءة كما آمرتك.."

قال حارس البلاط الإمبراطوري في ضجر:

"كان هذا فيما مضي يا دقلديانوس.. لا توجد هنا الرفاهية التي تريدها.."

قال دقلديانوس في ذهول و هو غير مصدق:

"كيف تجرؤ؟!.. كيف؟!.."

التفت حارس البلاط الإمبراطوري إلى الخلف و هتف يدعو احد جنوده و قال:

"تعال يا كرينياس.. أكمل هذا الهراء.. لا أتحمل كل يوم هذه التمثيلية السخيفة.."

جاء كرينياس و هو يتثاءب و قال دقلديانوس:

"لماذا تتثاءب؟!.. هل يمكنك أن تنام هنا؟!.."

أجاب كرينياس بقوله مستهترا:

"فقط أتذكر الأيام الأولى.. و لحظات النوم.."

قال دقلديانوس في ثورة:

"هل تسخر مني؟!.. هل تهزأ بي؟!.. من أنت أيها الجندي الحقير مني أنا الإمبراطور.. المنحدر من السلالات الإمبراطورية.. سأستدعي لك الإمبراطور نيرون الكبير.. هو الذي.."

بتر عبارته فجأة اثر حضور نيرون ذي العيون الملتهبة نارا و الأصابع المشتعلة و القيثارة المحترقة و قال نيرون في ثورة:

"من يزعجني؟.. من يزعجني؟.. من.."

و دخل نيرون في نوبته اليومية من ضغط الأسنان و الدموع شبه قطرات نارية..

قال دقلديانوس في ندم رهيب و تساءل في تعجب مرير:

"لماذا لم يتظاهروا أيامي؟!.. لماذا طلبوا السماء و سعوا إليها؟!.. لماذا استسلموا؟!.. لماذا تشبهوا ببني إسرائيل وقت استعباد المصريين لهم؟!.. و لماذا صاروا كاليهود المستسلمين لأفران هتلر؟!.. ربما ما كنت هنا الآن.."

قال حارس البلاط:

"مصر و ألمانيا تحت العقاب.. و لكن أنت محظوظ يا سيدي الإمبراطور.."

قال دقلديانوس بلهفة:

"كيف.. كيف أكون محظوظا و هم لم يقاوموا الشر الذي صنعته؟!.."

قال الحارس:

"لو أنهم ثاروا ضدك و تظاهروا لكان الكرسي الإمبراطوري في خطر من عهد الأسلاف.. و ربما لم يصل إليك حكم الإمبراطورية.."

ابتسم دقلدايوس ف مرارة:

"و ما الفائدة من حكم الإمبراطورية.. ليتهم تظاهروا ضد الأباطرة.. ليتهم ثاروا و قاوموا كما يفعلون الآن.."

قال نيرون بعد أن هدأت نوبة صرير الأسنان و قطرات الدموع النارية:

"لم يقاوموا.. كان المسيحيون في عصورنا.."

صمت لحظات ثم أردف في عمق:

"مسيحيين.."