Tuesday, March 20, 2012

من أنت؟











قنديل..
من أنت؟!


إنني مندهش لدهشتك..
أسألك بالفِعْل..
من أنت؟!..
من المثير أن الكثيرين يعتقدون بقدرتهم على الإجابة عن هذا السؤال..
بل و ربما لا يُجِب بلسانه و يبرز لك تحقيق الشخصية الخاص به!!..
و قد يجيبك آخر بعصبية:
" كيف لا تعرفني؟!.. و أنا نجم من نجوم هذا الكوكب.. "
أرثى كثيرا لحال من يعتقدون ببساطة هذا السؤال..
و على النقيض..
أحترم من يفكر قليلا ثم يطرق برأسه أرضاً و هو يقول في همس:
" لا أعلم.. "
حسناً..
أؤكد لك عزيزي القارئ أن الكثيرين لا يعرفون من هم..
انظر حولك..
ستجد من لا يعرف نفسه و لا موهبته و لا قدراته و لا دقائق شخصيته و لا مميزاته و لا عيوبه و لا طاقاته و لا وزنه و لا حجمه و لا كثافته و لا دوره و لا رسالته في هذا العالم..
الجاهل بنفسه.. هو الصنف الأغلب في هذا العالم..
و من يتوهم أنه يعلم نفسه و هو أجهل الجميع بها..
الحقيقة انه لا يوجد من يعلم كل شئ عن نفسه بنسبة المئة بالمائة..
و لكن ينبغي أن تحاول..
و أن تقترب..
تقدم و لا تخجل..
اسأل عليك كما تطالب الآخرين أن يفعلوا و يسألوا عليك..
تقدم و لا تخجل..
حاول أن تتعرف على نفسك و تتودد إلى ذاتك كشخص غريب عنك..
لأنك و بكل تأكيد..
أنت غريب عنك..
ربما تفاجأ حين تلتقي بك انك شخص طيب و ماهر و لك أفكار صالحة و نوايا طيبة و طموحات مشروعة..
ربما تندهش حينما تصطدم بعكس ما سبق..
يوجد من يكتشفوا ذواتهم في موقف ما.. حادثة ما..
يوجد من يعرف حقيقة ذاته مع شخص ما..
الأهم..
أنه يوجد من اكتشفوا ذواتهم مع أزمة ما تعرضوا لها..
احرص ألا تكون ضمن هؤلاء..
احرص ألا تأتي أزمة تجعلك تتوقف و ترجع إلى ذاتك لتتعرف عليها..
لا ينبغي أن تكون معرفتك بنفسك يتم في توقيت أزمة..
هذا إهدار لوقت ثمين..
و طاقة ضائعة..
لذلك حينما تصيب أزمة ما طفلا أو شابا صغيرا فانه يبدأ في تكوين إطار شخصيته و دقائق ذاته منصهراً مع عوامل الأزمة..
انه يتعرف على نفسه صغيرا بطبيعة الحال..
و أثناء هذا التعرف يحيا داخل أزمة..
لذلك.. التيتم المبكر يصقل شخصية اليتيم بصبغة منفردة..
و لكن من المُخجل أن يأتي كهل و يحاول أن يتعرف على ذاته في خضم أزمة عاتية في حياته و غير مسبوقة بالنسبة له..
هذا مُخجل فعلاً..
لماذا ينبغي أن تُجِب على هذا السؤال..
من أنت؟!!.
ذلك لأنه لا يمكنك أن تقوم بإدارة أي أزمة إن لم تكن تعرف ذاتك جيدا..
تعرف نقاط قوتك و ضعفك..
تعرف حدودك و سلطانك..
تعرف موهبتك و قدراتك..
في إدارة الأزمة أنت هو الجندي المحارب و المجاهد..
لذلك.. في أي سلاح تنتمي..
و أي سلاح تحمل..
و أي تدريب نلته..
و أي جهاد اجتزته..
ما هي خبراتك و مؤهلاتك..
إن كنت لا تعلم فهذا وضع خطير..
اجلس معك..
و حاول أن تُجب على هذا السؤال حتى تواجه الأزمة بأسلوب فعال و تدير الأزمة بشكل قوي و تسيطر عليها من داخلها و من خارجها..
اذهب إليك..
ثم أجبني..
و بصدق..
من أنت؟!..