قنديل..
أسباب و عوامل
لا توجد أزمة بدون سبب..
حتى الأزمات المفاجئة ــ الحوادث و
الورطات ــ أيضا لها سبب..
أو أسباب..
كل أزماتك لها سبب..
توجد أسباب من صنعك أنت..
توجد أسباب مجتمعية أو تعود للزمن الذي تحيا فيه..
توجد أسباب ترتبط بالمشاعر و النقاط العاطفية..
توجد أسباب تتعلق بوجودك تحت وصاية آخرين غير مؤهلين للمسئولية و تتسبب أخطاؤهم
في أزمة لك..
توجد أسباب لها علاقة بغضب الأقدار بسبب أخطائك و ما تسببه من أزمات بلا
مبرر لآخرين..
توجد أسباب هي من صميم الحياة على هذا الكوكب خاصة بالأمواج و الدوائر
الحياتية أو تعاقب الليل و النهار..
نهارنا ليلهم..
و ليلنا نهارهم..
يجب أن يتم تفكيك أزمة شخص بحدوث أزمة لك..
و أن إنهاء أزمتك هو بداية أزمة شخص آخر..
هذا الشخص قد يكون معروفاً لك..
و الأهم انك قد تجهله تماما و هو أيضا لا يعرفك..
هذه الفلسفة حقيقية و واقعية.. حاول أن تهضمها..
أدعوك لذلك..
و إن لم تصدقها.. فحاول على الأقل ألا ترفضها..
ضعها في جانب من عقلك.. ربما تحتاج إلى تذكرها يوما ما..
دخولك كلية جامعية أنت تسعى إليها يؤدي لحرمان آخر منها.. ربما كان هو أولى
منك بذلك..
و يمكنك في ظروف أخرى أن تحذف
كلمة: " ربما " !!..
صدقني..
أزمته سوف يتم حلها يوما ما.. و سيكون موقفه الحياتي حينئذ أقوى منك..
و أفضل..
و لا زلت لا تعرفه.. و هو لا يعرفك..
أسباب الأزمات متعددة..
و العوامل المغذية لها كثيرة جداً..
و الأزمة تحتاج إلى أسباب و عوامل..
السبب وحده لا يؤدي لحدوث أزمة قوية..
العوامل المكونة للأزمة هي التي تؤدي لتشكيل ملامحها و تحديد خصائصها..
و عوامل الأزمة هي أربعة رئيسية..
أولها هي توقعك لها..
و الباقي هم التوقيت و الأشخاص المصاحبون و الظروف المحيطة..
توقيت حدوثها و توقيت تصاعدها و توقيت اتخاذك للقرارات التي تتعلق بإدارتها
و مواجهتها و إنهائها..
الأشخاص المصاحبون سواء كانوا من فريقك..
أو خصومك..
قدرتك على تكوين الفريق و وضوح الأدوار و التنسيق العالي و تحديد الهدف و
توضيحه باستمرار..
هل في أزماتك الفردية يوجد فريق تابع لك؟!..
نعم.. و إلا احرص على تكوينه.. و لو بشكل غير مباشر..
أنت لست وحدك.. يوجد من يحبك.. و يوجد من يكرهك..
يوجد من تؤرقه أزمتك.. و من تسعده مشكلتك..
اعرف من هم فريقك و استعن بهم..
احرص أن تكون هاماً و مطلوباً عند كثيرين..
مثلما أنت مرفوضاً من خصومك..
يجب أن تعلم من هم خصومك.. طباعهم.. نفسيتهم.. و كل ما يتعلق بهم..
حتى تستطيع أن تدير أزمتك معهم..
و يتحول الموقف إلى استعراض لقصة حياتية..
و رابع العوامل الأربعة هو الظروف..
ظروفك الاجتماعية و العملية..
من يواجه الأزمة و هو فرد غير و هو متزوج مسئول عن أسرة..
ظروف المجتمع.. هل المجتمع مستقر أم مضطرب..
ظروف التوقيت..
هل الأزمة في الشتاء الممطر أم في الصيف الحار..
ادرس الظروف بعمق.. قرارات إدارتك للأزمة تتعلق بهذه الدراسة الوافية..
تذكر أن لكل أزمة أسباب و عوامل..
يجب أن تجلس و تخطط للأزمة..
ضع نفسك مكان الأزمة و حاول أن تحلل شفراتها..
حاول الوصول لكل الأسباب و العوامل المحيطة بالأزمة..
إن نجحت في ذلك..
فستضرب قلبها..
و بعنف..