بالتأكيد.. لم أتوقع حين
تمت إقامتي شماسا في الكنيسة أن أشارك بالتسبيح مجموعة من الراهبات..
بالحقيقة.. أشياء كثيرة
جدا و أحداث كثيفة عشتُها في خدمة الشماسية و بطبيعة حالها لم أتوقعها و ما زالت
تدهشني حتى بعد حدوثها..
إلا.. ذلك الحدث الجلل.. أن
أشارك بالتسبيح مجموعة من الراهبات..
كعادة مثل هذه الأمور التي
لا تأتي في الحسبان.. و كعادة هذه الأمور التي تتم بدفعي دفعاً إذ أن الخالق
الضابط السيد يسوع المسيح _ له المجد و الحمد_ يعلم أنني لا أجرؤ حتى على أن أتوقع
حدوثها يوماً..
و هذا الدفع قد يحدث بشكل
خارجي مرارا.. و بشكل ذاتي قليلا..
هذه المرة كان ذاتيا.. و
لا اعلم كيف..
وجدتني و أمامي كتابان
للتسبيح الكنسي مسيطراً على صفحات تقود للهوس الرابع و أخرى لابصالية النيروز واطس
و ثالثة لابصالية السبت..
و بعد نهاية جماعية ني
اثنوس تيرو.. و بعد قِبلية البداية في الهوس الرابع.. كان لزاما أن أؤدي بَحَرية
الهوس الرابع تاليا.. و منفردا!!..
و ارتعدتُ برعدة اعرفها في
خدمتي خارج الهيكل في قداس دير مار مينا منذ ما يزيد على الربع قرن من الزمان..
ها أتحدث بلهجة الربع
قرن!!..
و هبطت الرعدة قليلا و
عادت لترتفع الذروة في بَحَرية البداية الفرايحي لابصالية النيروز..
بدايات التقويم القبطي
سنويا..
و تلاطمت الأفكار هادئة في
أعماقي..
كانت موجاتها الأولى عن
وصية القديس البابا كيرلس السادس الخاصة براهبات البلاط الملكي حافظات سر الملك..
و موجاتها المتتالية عن الإناث
قمة الخليقة العاقلة التي لم تُخلَق مباشرة من التراب..
و موجات امتنان لسيدة
التسبيح العذراء مريم..
و موجات تقدير للبطل
الرقيق المتعهد الحنون السيد المعمدان مار يوحنا الذي توافقت هذه الأمسية العجيبة
مع عيده..
و موجات اعتبار و احترام
للعفيفة المِضيافة ذات الوقار الشهيدة دميانة صاحبة المكان في أتلانتا بولاية جورجيا..
حسنا..
كل المفاجآت التي حدثت لي
في خدمات الشماسية عبر حياتي الصاخبة في كفة..
و المفاجأة الأخيرة في كفة
مستقلة..
تشرفتُ و ترقيتُ كثيراً
كثيراً بالمشاركة في التسبيح بهذه الأمسية المتميزة..
المنفردة..