Thursday, April 5, 2012

جمعة ختام الصوم



الدليل القويم للشماس المستقيم

من جمعة ختام الصوم إلى قداس شم النسيم

أخي الحبيب الشماس فلان الفلاني..
هذه الرسالة ليست لك و لكنني كتبتُها لنفسي و أحببتُ أن تطالعها معي..
إذ أنك تعلم أن الفترة الذهبية في كنيستنا هي الإحدى عشر يوماً التي تبدأ من قداس جمعة ختام الصوم و تنتهي مع البركة و تسريح الشعب بسلام في قداس الاثنين يوم شم النسيم..
و الفترة الذهبية الأخرى هي في النهضات الروحية التي تشهدها الكنيسة في صوم سيدتنا و ملكتنا العذراء مريم أو في تذكار شفيع الكنيسة الخاص بها..
إلا أن الإحدى عشر يوماً تظل هي درة تاج الليتورجيات الأرثوذكسية..
أسمعك تتساءل: حسناً.. و ماذا بعد؟!..
كلماتي القادمة أخاطب نفسي بها أمامك..
و أخاطبها كل عام بمثل هذه الكلمات..
إلا أنني أحببتُ أن أجعلك شاهداً..
أن أُشْهِدَك على كلماتي هذه..
الشماس هو العامل بقوة من أجل سلامة البيعة و هدوء العبادة و راحة الجميع..
راحة الآباء الكهنة و راحة مدبري الكنيسة و راحة الشعب..
الشماس هو الكائن من أجل أن ينهل الجميع من بركات الأيام المقدسة دون عثرة و دون تشويش و دون تعب..
قلتُ لنفسي..
إستعد لهذه الفترة مسبقاً.. و حينما تصل إلى الخميس السابق لجمعة ختام الصوم قُم بأداء ميطانيات لأجل أحبائك و إخوتك و سلامة البيعة و هدوء العبادة و مثالية تدبير الكنيسة..
من الضروري مراجعة لحن لازاروس و  الطقس الشعانيني مسبقاً..
إفهم أن الشيطان يتحرك بقوة في التجمعات المسيحية..
في ختام الصوم تحديداً.. إياك و الانفعال.. كن هادئاً و متحفظاً..
بعد ختام الصوم إنصرف بسرعة من الكنيسة دون خِلْطَة و هيئ نفسك لجولة جديدة في أحد الشعانين..
إذهب إلى قداس سبت لعازر.. هو شحن معنوي لما هو آتٍ عليك..
إذهب إلى عشية الشعانين و إحرص على ترديد ماشيناك و كأنك تترقب الموقف من بعيد.. من الجبال العالية..
عليك يا أخي أن تحضر باكر الشعانين لتنال بركة زفة السعف.. مهما كان القداس الذي ستخدم به حسب توزيع مدبريك عليك في أحد الشعانين..
إحضر البصخة حسب وقتك و بكل طاقتك..
لا تبدأ في تخفيف ملابسك الشتوية بشكل حاد..
و الآن..
إانتبه لما سأقول..
إرتدِ قميصك الأسود.. نعم.. هو ما أقصده.. القميص الذي إعتدتَ أن ترتديه فقط في أسبوع الآلام.. مع الجينز العملي..
إحرص على وجود تليك أسود ذي نعل بلاستيكي رقيق.. هو ما ستتحرك به داخل الهيكل و الكنيسة و بين أسوارها في ساعات البصخة لتلبية أي أمر لمدبريك..
إذهب و معك دلال البصخة الخاص بك.. كتاب أو تحميل على الموبايل أو  بأي صورة.. لا تذهب للبصخة بدون دلالك الخاص..
إن أمكن إصطحب معك قلمك الرصاص و الممحاة و مجموعة من أقراص النعناع..
أنت تعلم أن الشيطان يحارب الجميع بقوة.. لذلك.. إحذر من النظرات غير اللائقة.. غير الطاهرة مع شعب الجهة البحرية..
نظرات تأتي صدفة و تستقر لثوان ثم تذهب ثم تعود لتستقر..
هذا لا يليق بك يا أخي..
لا يليق أبداً..
إجلس معطياً ظهرك للجهة البحرية و رامياً ببصرك تجاه شعب الجهة القبلية لتهرب من العثرات..
هذا أفضل جداً..
إحترس من الإفتخار و حب الظهور..
لا تُسلِّم ذاتك للنميمة و خطايا اللسان المتنوعة و كثرة الكلام..
إحرص على قمع لسانك بشدة طوال هذه الفترة..
أطع مدبريك طاعة عمياء..
لا تتساءل عن قراءات أو توزيعات..
إن أخذتَ بركة جدول أو نسَوَك أو تجاهلوك أو أي شئ..
أشكر الله في كل الأحوال و لا تفكر و كن أميناً..
لا يليق أن تقارن بينك و بين إخوتك في بركات البصخة..
لا تفكر بهذه السطحية..
فقط كن مستعداً لتلبية أي أمر باتضاع و سكون..
لا تقل أن فلاناً لم يُجِدْ و أن علاناً أخطأ في المرد و ترتاناً قرأ بطريقة مضحكة..
لا يكن فيك هذا يا ابني..
كن حنوناً رقيقاً وديعاً مع الآباء و المدبرين و عمال الكنيسة و فريق الكشافة و كل الشعب..
الشيطان يتحرك.. أبطل تحركاته..
أنت الجندي الساهر المستيقظ..
تتساءل إن كنتُ أستدرجك لطريق مرثا..
أخي العزيز.. أستدرجك للطريقين..
مرثا و بكل قوة..
حتى تهدأ و تستريح و تنتقل للطريق المريمي..
لن يستطيع أحد القيام بدور مرثا إلا أنت..
و مريمك هو أن الجميع من حولك يتمريمون في هدوء..
و حينما يتمريم الكل في الكنيسة تتمريم أنت آيضا..
إفهم ما أقول..
إن دُعيتَ لتركيب المزمور اشكر الله..
إن دُعيتَ في بصخة أخرى لتركيب مزمور آخر عليك أن تخبر المدبر  أنه سبق لك و نلت هذه البركة..
غَيْرُك أكثر جدارة بهذه البركة..
ارفض المزمور الثاني.. و تشدد قليلاً في رفضك بأن مزمور واحد و كفى..
و لكن إن أصر مدبروك.. إستجب لحكم الطاعة..
إياك في الإحدى عشر يوماً أن تترك كنيستك إلى أخرى..
إياك أن تقول أريد عظة القمص فلان أو أستمع إلى كلمات القس علان..
لا تبرح كنيستك أبداً..
أبداً..
لا تذهب إلى دير.. إلزم أسوار كنيستك.. هي في حاجة إليك..
عليك أن تنتهي من مراجعة طقس و ألحان خميس العهد و الجمعة العظيمة و سبت الفرح أيام البصخة الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء..
و بعد نهاية قداس سبت الفرح إبدأ في مراجعة ألحان احد القيامة..
إنتبه..
لا تذهب إلى منزلك بعد أحد الشعانين..
إشترك في إعداد الكنيسة للبصخة حتى إن لم تُدعى لذلك العمل..
لا تتخيل البركات التي ينالها الفاعلون ذلك..
كذلك لا تذهب لمنزلك بعد قداس خميس العهد..
إستعد للباراقليط..
و بعد بصخة ليلة الجمعة العظيمة.. عليك أن تشترك في إعداد الكنيسة للجمعة العظيمة..
بركات كثيرة يا أخي تنالها من هذه الأعمال..
أخاطب شبابك و قوتك و صحتك أن تلتزم بكل ذلك..
ذخيرة لك عند كِبَرك.. الروحي أو الجسدي..
كن حمامة وديعة..
كن جاذباً للهدوء..
بركاناً فائراً يحافظ على تدبير البيعة و هدوء العبادة و سلامة الكنيسة و الآباء الكهنة و كل الشعب..
كن مستيقظاً ذا عينين مفتوحتين و أذنيين مصغيتين و قلبا مرهفاً و عقلاً متوقداً..
لا تتغافل عن الذهاب إلى قداس شم النسيم و نوال حنوط الدفنة و ختام البركات..
كل سنة و أنت بكل خير و سعادة و بركة..
و..
اخرستوس آنيستي..