Wednesday, August 17, 2011

صليب النجار



صـلـيـب الـنـجـار
تك.. تك..
ذهب إلي الكنيسة..
رشم الصليب..
صلي..
ذهب إلي المكتبة..
رأي صورة..
صورة نادرة للرب يسوع طفلاً مع القديس يوسف النجار..
تأملها بعمق..
بل و تأمل فيها..
{ تك .. تك ..
انطلق الصوت معلناً عن طرقتين متتاليتين..
فقال الشيخ:
" انهما طرقتان سريعتان.. المسمار انثني.. يجب أن تكون الطرقة قوية.. دقيقة.. و بين الطرقتين بُرهة زمنية.."
رفعتُ عينيَّ إلي وجه مُحدثي .. الوجه الصافي الذي صنعتُه بنفسي.. الذي يحيا صاحبه في سلام.. لأنني ملك السلام..
و قلت :
" سمعاً و طاعة.."
انحنيتُ علي الخشب..
فعلت كما قال... تك.......تك......
رأيتُ ابتسامة الرضا علي وجهه.. إنها المهنة التي أُحبها و تعلمتُها و تقَدّسَت بي..
مهنة النجارة..
التي أنفقتُ منها علي أمي العذراء و عليَّ منذ أن رحل " يوسف النجار" من العالم و كان قد مَرَّ علي تجسدي 16 عاماً..
هذه المهنة التي جعلتني أحيا وسط الخشب و المسامير.. و هي المهنة التي وَضعَتْ الصليب أمامي.. و جعلت صوت المسامير في الخشب مألوفاً.. ها انا استعد لطرق مسمار جديد.. عالماً انه يوما ما سيوضع معصمي بين المسمار و الخشب.. تك.......تك........ }
عاد إلي المنزل .. كتب تأملاته بعنوان:
" صليب النجار"