Wednesday, August 17, 2011

دموع بابا نويل



"نعم.. الحل الوحيد هو تدمير هذه الشخصية تماما"
هتف مندوب ألمانيا بهذه العبارة في صرامة في مجلس الأمن المنعقد في مدينة الزقازيق في مصر يوم العشرين من ديسمبر من عام 2099م حيث يستعد العالم اجمع لاحتفالات عيد الميلاد المجيد واقتراب القرن الثاني والعشرين ثم استطرد مندوب ألمانيا في صرامة معتادة في الألمان:
" إن هذا الوحش أصبح يشكل رعبا لأطفال العالم كله.. فضلا عن ارتفاع معدل الاكتئاب في فترة عيد الميلاد "
قال المندوب الانجليزى في برود:
" الإحصائيات تقول انه في الثلاثين عاما الأخيرة ازداد الخوف النفسي للأطفال بسببه إلى نسبة 77%..وصلت في بعض مناطق أسيا إلى 97%!"
قال المندوب الفرنسي وهو يبتسم
:" إن دولتنا توافقكم على تدميره وان كنا نرى إن يتم التدمير في أسلوب هادئ!"
قال المندوب الامريكى ساخرا:" هل تتصورها نزهة في باريس القديمة حيث الشانزلزيه الاثرى !"
صمت المندوب الفرنسي خجلا وقال مندوب روسيا في حدة:
 " باريس القديمة أفضل من نيويورك التي انهارت في زلزال 2067م والذي أطاح بتمثال الحرية "
حدثت همهمة في القاعة فقال رئيس المجلس مندوب اليابان بأسلوب مهذب:
" هدوءاً يا سادة.. نرجو الاستماع لكلمة مندوب مصر "
قال المندوب المصري:
نكم تريدون تدمير شخصية ترمز لقديس هو الأسقف نيقولاوس ونحن لا ننكر إن الأطفال في كل انحاء العالم يخافون منه.. من حجمه الضخم.. لحيته الطويلة.. ملابسه المميزة.. خاصة وإنهم يدركون انه شخص خيالي ولا ياتى إليهم بالهدايا بل الاهالى.. ولكننا نرى إعادة تقديم هذه الشخصية للعالم بأسلوب جديد"
سرت همهمة غاضبة في القاعة.. وقال مندوب اليابان:
" من يوافق على تدمير الشخصية فليتفضل يرفع يده..؟"
 رفع الجميع أياديهم عدا المندوب المصري وكان هذا إيذانا ببدء عملية التدمير..
تدمير بابا نويل !
**************************************************************
وقف التمثال الجليدي الضخم لبابا نويل فوق إحدى الربوات العالية في سويسرا.. كان قد صمم بتكنولوجيات معقدة بحيث يكون كله من الثلج ما عدا كيس الهدايا.. كان من القماش ولكن خاويا للدلالة على إن بابا نويل لا يملك شيئا.. و وُضِع في التمثال مجسات حرارية دقيقة لا ترى بالعين، تنطلق منها الحرارة الكافية لإذابة التمثال وعملية التدمير الرمزية..
كانت الاقمارالصناعية تنقل هذا الموقف إلى جميع أنحاء العالم وأيضا من خلال شاشات عملاقة في كل ميادين العالم بلا استثناء.. وبدا العد التنازلي لعملية التدمير
 3.. 2.. 1..صفر
بدأت المجسات الحرارية في إطلاق حرارتها.. وبدا التمثال في الذوبان بأسلوب خاص تدريجي من أسفل إلى أعلى.. كان كل العالم في حالة ابتهاج في البداية وهم يرون تمثال بابا نويل بابتسامته المعروفة يبدأ في النهاية ولكن ..
كلما تقدم الوقت واقتربت الحرارة من رأس بابا نويل.. كان شئ خاص في أعماق البشر يتردد.. كانت ابتسامة بابا نويل مستمرة حتى النهاية.. وانحدرت قطرة ماء من عينه بفعل الحرارة.. فكانت مثل دمعة عين.. فوق وجه مبتسم.. ووقع الكيس من كتفه.. وانهار بابا نويل.. وعندها انفجر كل العالم في البكاء بما فيهم الأطفال..
كانت نهاية بابا نويل مؤثرة للغاية حتى إنها أتت بنتيجة عكسية !! وهنا حدثت الاتصالات في مجلس الأمن ليتم إنقاذ الموقف، وبالفعل أعلن المندوب المصري إن ما حدث هو مجرد دعابة،وان بابا نويل باق ..
و إن البشرية لن ترى يوما ما دموعه مرة ثانية..
دموع بابا نويل..